في تطور سياسي كبير في النمسا، أعلن المستشار كارل نيهامر استقالته من منصب المستشار وزعامة حزب الشعب (ÖVP). جاء هذا القرار بعد فشل مفاوضات تشكيل الحكومة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، حيث أشار نيهامر إلى أن التوصل إلى اتفاق في القضايا الأساسية لم يكن ممكنًا، مما يعيق تحقيق مستقبل إيجابي للبلاد.
نيهامر، الذي أكد في مقطع فيديو نشره أنه لا ينوي التعاون مع “القوى الراديكالية”، قال إنه لن يتنازل عن مبادئه، ولذلك قرر الانسحاب من المشهد السياسي. كما أوضح أنه سيستقيل من زعامة حزب الشعب في الأيام المقبلة.
الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نيهامر بعد إعلان الاستقالة، مشيرًا إلى ضرورة تقييم الوضع قبل اتخاذ خطوات جديدة. من المقرر أن يلتقي مسؤولو حزب الشعب لتحديد الخطوات المقبلة، ومن المتوقع أن يُقدم نيهامر استقالته الرسمية للرئيس بعد اجتماع قيادة الحزب.
فيما يتعلق بخلافة نيهامر، تبرز أسماء مرشحين محتملين، من بينهم كارولين إدتستادلر وولفغانغ هاتمانسدورفر. كما يُطرح اسم المستشار السابق سيباستيان كورتس كخيار ممكن، رغم أنه أعلن عدم اهتمامه بالعودة في الوقت الحالي.
يأتي هذا التطور بعد انسحاب حزب NEOS من المفاوضات كطرف ثالث، مما ترك حزب الشعب وحيدًا للتفاوض مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. غير أن المفاوضات انهارت بسبب ما وصفه نيهامر بـ”القوى المدمرة” داخل الحزب الاشتراكي، مؤكداً أن حزب الشعب لن يقبل بأي سياسات تُضعف الرفاهية الاقتصادية للبلاد.
تلقت استقالة نيهامر إشادات من قيادات الحزب الإقليمية، حيث أثنت الحاكمة الإقليمية لولاية النمسا السفلى، يوهانا ميكل-ليتنر، على جهوده ومواقفه، واصفة إياه بأنه قاد البلاد وحزبه بشجاعة خلال فترة صعبة.
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة خيارين رئيسيين: إما انتخابات مبكرة لن تُجرى قبل مايو المقبل، أو احتمال تشكيل ائتلاف بين حزب الشعب وحزب الحرية (FPÖ)، بناءً على زعامة حزب الشعب بعد استقالة نيهامر.
النمسا بالعربي.