شهدت الانتخابات البرلمانية الألمانية نتائج غير مسبوقة، حيث تصدرت “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” (CDU) بقيادة فريدريش ميرتس المشهد بنسبة 28.6٪ من الأصوات، بينما جاء “حزب البديل من أجل ألمانيا” (AfD) اليميني الشعبوي في المرتبة الثانية بنسبة 20.8٪، أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، فقد تعرض لهزيمة تاريخية بحصوله على 16.4٪ فقط، في حين تراجع “الخضر” إلى 11.6٪.
وأثرت النتائج بشكل كبير على الشخصيات السياسية البارزة؛ حيث أعلن وزير الاقتصاد روبرت هابيك انسحابه من الصفوف الأمامية لـ”الخضر”، بينما أكد زعيم الحزب الديمقراطي الحر (FDP) كريستيان ليندنر أنه سيغادر السياسة تمامًا، بعد فشل حزبه في تجاوز نسبة الحسم ودخوله البرلمان.
ويعد تقدم حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) إحدى أبرز مفاجآت الانتخابات، إذ حصل على أكثر من 20٪ من الأصوات، مدعومًا بشكل خاص من الناخبين الشباب، لا سيما الذكور، وقد تلقت زعيمته أليس فايدل اتصالًا من الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي أعرب عن تهانيه.
ورغم التراجع العام لليسار، فقد تمكن حزب “اليسار” (Die Linke) من تحقيق عودة قوية بحصوله على 8.8٪ من الأصوات، مدفوعًا بدعم كبير من النساء تحت سن الثلاثين، وفقًا لاستطلاعات الرأي. في المقابل، فشل “حزب اتحاد ساره فاغنكنشت” (BSW) في تجاوز عتبة الـ5٪ بفارق بسيط، ما دفع فاغنكنشت إلى التهديد برفع دعوى للطعن في النتائج.
هذا وسيسعى فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إلى تشكيل حكومة بحلول عيد الفصح، لكنه يواجه صعوبة في إيجاد شريك مناسب، حيث يرفض التحالف مع “البديل من أجل ألمانيا”، يبقى التحالف مع “الاشتراكيين الديمقراطيين” خيارًا ممكنًا، لكن المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز أكد أنه لن يكون جزءًا من مفاوضات تشكيل الحكومة.
وأثارت نتائج الانتخابات اهتمامًا دوليًا؛ حيث أعربت روسيا عن أملها في “نهج أكثر واقعية” من الحكومة الألمانية المقبلة، بينما أثار إعلان ميرتس عن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى برلين جدلًا، نظرًا لصدور مذكرة توقيف دولية بحقه.
النمسا بالعربي.
