
العنصرية: هي الأفكار والمُعتقدات والتَّصرفات التي ترفع من قيمة مجموعة معينة على حساب المجموعات الأخرى، بناءً على أمور مُورّثة مرتبطة بقدرات الناس أو طباعهم أو عاداتهم الخ..
التمييز العنصري: هو معاملة الناس بشكل غير متكافئ اعتماداً على انتماءاتهم ومعتقداتهم ولون بشرتهم أو قوميتهم أو عرقهم الخ..

تعريفان لطالما ارتبطا بعدة مصطلحات معاصرة كـ الإسلاموفوبيا واليمين المتطرف ومعاداة السامية والتطرف تحت اسم الدين والحقبة النازية والإرهاب وغيرها الكثير من المصطلحات التي يستخدمها الإعلام بكثرة هذه الأيام لتصنيف أفراد أو جماعات معينة بناءً على أفعالهم الحسنة منها أو السيئة -غالباً السيئة منها-.
دعونا نخصص حديثنا هنا عن أوروبا فقط. فالعنصرية والتطرف اليميني ظاهرتان اجتماعيتان قديمتان نسبياً في أوروبا، ولكنهما انتشرتا بشكل رهيب في السنوات العشر الأخيرة، خصوصاً مع ظهور وسائل التواصل الإجتماعي التي سَهّلت نقل الأحداث لكل العالم، ومع موجة اللاجئين الأخيرة، الهاربين من بطش الديكتاتوريات إلى بلدان تحترم الحريات وتوفر لهم حياة كريمة.
هذه الظواهر العنصرية أوجبت على ناشطي المجتمع المدني والمنظمات الغير حكومية في دول أوروبا التعامل معها بحزم وعِلم في نفس الوقت. حيث لا توجد أي مناطق في المجتمع خالية من النزعات العنصرية والتطرف اليميني.

فعلى الرغم من أنها لا تظهر بشكلٍ جَلِيّ في مختلف المظاهر علانية، إلا أنها متواجدة على الأقل بشكل كامن في المجتمع. -وقد شاهدنا انعكاس هذه الظواهر العنصرية في تشكيل حكومات اليمين المتطرف في بعض دول الإتحاد الأوروبي-.
ولكي نكافح العنصرية هنا، وجب علينا أن نجمع المعلومات بدقة عن مظاهرها وآثارها على المجتمع، وعن عدد المتضررين منها والطرق التي تمكننا من وقف انقسام المجتمع الواحد إلى مجموعات متناحرة، لا تحترم القانون ولا تفهم سوى لغة العنف والإيذاء النفسي والجسدي.
بناءً على كل ما سبق، بادرت مجموعةٌ من مسلمي النمسا الشباب قبل خمس سنوات “كانون الأول 2014” بتأسيس مركز لتقديم الاستشارة ولتوثيق الإعتداءات العنصرية ضد المسلمين في النمسا.
Dokustelle Österreich
أو بالاسم الكامل:
Dokumentations- und Beratungsstelle Islamfeindlichkeit und Antimuslimischer Rassismus

يتكون المركز من أشخاصٍ مُتخصصين ومتطوعين فيه بدون مقابل. ومن خلفيات متعددة -مسلمين نمساويين ونمساويين غير مسلمين- ومن خبرات مهنية واسعة، فمنهم المحامون وطلاب علم الإنسان والمجتمع “Kultur- und Sozialanthropologie” وخريجي علم نفس واجتماع “Psychologie”، بالإضافة لطلاب التربية والعلوم السياسية “politikwissenschaft”.
يعتمد المركز في مصاريفه على الاشتراكات الشهرية والتبرعات المادية من الناشطين أنفسهم.
ويعمل المركز أيضاً كفريق واحد في مدينة فيينا بآلية عمل مُنظمة وفعّالة تعمل على تقديم المشورة -باللغة الألمانية حالياً- وزيارة الأماكن المختلفة، من مؤسسات حكومية ودور عبادة وتجمعات مدنية على مستوى أوروبا، للتعريف بخطر العنصرية وكيفية التعامل مع الحالات العنصرية وكراهية الإسلام “Islamfeindlichkeit”.
فضلاً عن تقديم ورش العمل المتخصصة للأشخاص الذين ينضمون لفريق المركز باللغات الألمانية والإنكليزية والعربية والتركية، للتعامل مع ضحايا اليمين المتطرف أو الهجمات اللفظية أو الإعتداءات الجسدية أو حتى على وسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت.
