
واصلت موجة الحر الشديدة التي تجتاح أوروبا زحفها نحو النمسا، حيث تجاوزت درجات الحرارة صباح الأربعاء في عدة مدن كبرى عتبة 30 درجة مئوية، وسط توقعات بأن تصل ذروتها يوم الخميس إلى 38 درجة خاصة في شرق البلاد. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية “جيئوسفير النمسا” رفع مستوى التحذير من الحرارة إلى الدرجة القصوى في ولاية كارنتن، لتنضم بذلك إلى ولايات أخرى مثل فيينا، بورغنلاند، وأجزاء واسعة من النمسا السفلى والعليا، إضافة إلى ستيريا، تيرول وفورارلبرغ.
وكانت درجات الحرارة قد بدأت بالارتفاع السريع منذ ساعات الصباح الأولى، حيث سجلت العاصمة غراتس 30 درجة بحلول منتصف النهار، تبعتها لينتس وكلاغنفورت بأرقام مشابهة، مع الإشارة إلى أن كلاغنفورت سجلت بذلك اليوم الحادي عشر على التوالي بدرجات حرارة تتجاوز 30 درجة، معادلةً رقمها القياسي.
وشهدت مسابح فيينا العامة ازدحامًا شديدًا مع توافد عشرات الآلاف من الزوار الباحثين عن وسيلة للتبريد، حيث أعلنت سلطات المدينة أن أكثر من 807 آلاف شخص زاروا المسابح منذ نهاية مايو، بزيادة 24% مقارنة بالعام الماضي. وأكد مسؤول شؤون المناخ والمسابح في فيينا، يورغن تشيرنوخورسكي، أن هذه المرافق أصبحت “شريكًا رئيسيًا في الحماية من الحرارة”، إلى جانب المساحات الخضراء ونوافير الشرب العامة.

وفي ظل هذه الظروف المناخية القاسية، سجلت فرنسا بالفعل أولى ضحايا موجة الحر الحالية، مع تأكيد وفاة شخصين جراء مضاعفات صحية مرتبطة بالحرارة. كما اضطرت فرق الإنقاذ إلى تقديم الرعاية الطبية لأكثر من 300 شخص خلال يوم واحد. وسجلت العاصمة الفرنسية باريس يوم الثلاثاء 38 درجة، فيما وصلت بعض المناطق في جنوب البلاد إلى أكثر من 41 درجة.
وفي ألمانيا، حذرت الأرصاد الجوية من يوم هو الأشد حرارة حتى الآن هذا العام، مع توقعات ببلوغ درجات الحرارة 40 درجة في بعض المناطق، وسط مخاوف من عواصف رعدية عنيفة في الشرق.
أما في السوق المحلي النمساوي، فقد أدى الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة إلى زيادة ملحوظة في مبيعات أجهزة التكييف المحمولة، حيث سجلت بعض المتاجر الإلكترونية أرقام مبيعات تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويُتوقع أن تبقى الأجواء الحارة مسيطرة على النمسا حتى نهاية الأسبوع، مع احتمالية حدوث عواصف رعدية في المناطق الغربية والجنوبية اعتبارًا من مساء الجمعة، فيما يبقى الشرق معرضًا لدرجات حرارة مرتفعة دون انقطاع واضح في الأفق القريب.