
تحمل الحكومة الجديدة المكونة من أحزاب الشعب (ÖVP)، الاشتراكيين الديمقراطيين (SPÖ) والنيوس (Neos) توقعات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالحد من الهجرة غير الشرعية. ويبدو أن أنصار حزب الشعب وحزب النيوس لديهم ثقة أكبر في قدرة الحكومة على التعرف على مشكلات البلاد وحلها. كما أن الأشخاص الأكبر سنًا أكثر تفاؤلًا بهذا الشأن، بينما بين الشباب، لا يعتقد سوى واحد من كل أحد عشر شخصًا أن الحكومة ستنجح في التعاون فيما بينها لحل القضايا.
أما فيما يتعلق بقضايا المناخ، فإن التوقعات منخفضة. فقط 14٪ من الناخبين يعتقدون أن الحكومة الجديدة، التي يقودها حزب الشعب، ستولي اهتمامًا كافيًا لحماية المناخ. وأكبر الآمال في هذا المجال تأتي من ناخبي حزب الخضر، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة Market-Institut في الأيام الأولى بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وعلى العكس من ذلك، فإن التوقعات بشأن الحد من الهجرة غير الشرعية مرتفعة، حيث يعتقد 41٪ من المشاركين في الاستطلاع أن الحكومة ستتمكن من تقليلها. الرجال أكثر تفاؤلًا من النساء، وكبار السن يتوقعون الحد من الهجرة غير الشرعية أكثر من ضعف ما يتوقعه الشباب. وعند النظر إلى هذه القضية من منظور الانتماء الحزبي، يتضح أن أنصار حزب الشعب لديهم توقعات عالية، إذ يرى ثلثا الناخبين المؤيدين للحزب أن الحكومة ستنجح في تقليل الهجرة غير الشرعية، بينما لا يعتقد ذلك سوى ثلث ناخبي حزبي الخضر والحرية.
تشمل القضايا الأخرى التي تحظى بتوقعات عالية بين الناخبين تقليص الدعم الحكومي المفرط (37٪) وضمان استقرار نظام الرعاية الصحية (36٪). هذان الموضوعان يهمان بشكل خاص أنصار حزب الشعب وحزب النيوس، على الرغم من أن قضية الصحة كانت في الغالب أولوية لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين خلال الحملة الانتخابية.
أما فيما يتعلق بالحفاظ على حياد النمسا، فيثق 34٪ من المستطلعين بأن الحكومة ستنجح في ذلك، وخاصة بين ناخبي حزبي الشعب والاشتراكيين الديمقراطيين. كما حصلت قضايا مثل تحسين عملية الاندماج وتحفيز الاقتصاد على نفس النسبة (34٪) بسبب التوقعات العالية من ناخبي حزب الشعب وحزب النيوس. أما قضية الإسكان الميسر، التي تهم بشكل خاص سكان فيينا، فقد حصلت على نسبة تأييد تبلغ 32٪، وهي مدعومة بشكل رئيسي من قبل الاشتراكيين الديمقراطيين، الذين يتمتعون بقوة في العاصمة.
وفيما يتعلق بمكافحة التضخم، يتوقع 31٪ من المشاركين في الاستطلاع أن تتخذ الحكومة إجراءات فعالة، وهو رأي مشترك بين ناخبي حزب الشعب والاشتراكيين الديمقراطيين. أما تحسين نظام التعليم، فهو موضوع يثير اهتمام ناخبي حزبي النيون والاشتراكيين الديمقراطيين بشكل أكبر.
وعند سؤال الناخبين عما إذا كانت الحكومة الجديدة ستتمكن من التعرف على المشكلات الرئيسية للبلاد ومعالجتها، أجاب 32٪ بأنهم يعتقدون أن ذلك سيحدث. وكان الرجال أكثر تفاؤلًا من النساء، كما أظهر الأشخاص الأكبر سنًا ثقة أكبر في الحكومة مقارنة بالشباب. أما في صفوف أنصار حزب الشعب وحزب النيون، فإن الغالبية المطلقة متفائلة بهذا الشأن.
مدير مؤسسة Market، ديفيد فارهوفر، أشار إلى أن القاعدة الانتخابية لحزب الشعب، التي تقلصت أكثر منذ الانتخابات الوطنية، تضع معايير عالية للحزب. وقال: “من يؤيد حزب الشعب يتوقع منه أن يفي بوعوده بعد هذه المفاوضات الطويلة وكل ما حدث من تأخير”.
أما فيما يتعلق بالتعاون بين الأحزاب في الحكومة، فقد أظهر الاستطلاع أن 48٪ من ناخبي حزب الشعب يتوقعون تعاونًا جيدًا، مقارنة بـ 37٪ من ناخبي الاشتراكيين الديمقراطيين و32٪ من ناخبي النيون. ومع ذلك، فإن أنصار حزب الحرية (FPÖ) هم الأكثر تشاؤمًا، حيث لا يعتقد سوى عدد قليل منهم أن الحكومة ستعمل معًا بشكل جيد.
وتكشف البيانات أيضًا عن تفاوت في الاهتمام بالسياسة بين الفئات العمرية. فمن بين الناخبين الشباب (16-29 سنة)، يعتقد فقط 9٪ أن الحكومة ستعمل معًا بشكل جيد، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 34٪ بين من هم فوق الخمسين. ويعزى ذلك إلى ضعف اهتمام الشباب بالسياسة.
وعند سؤال الناخبين عما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم أشخاصًا مهتمين بالسياسة، أجاب 36٪ بأن هذا الوصف ينطبق عليهم تمامًا، بينما قال 40٪ إنه ينطبق إلى حد ما، في حين رأى 19٪ أنهم ليسوا مهتمين كثيرًا بالسياسة، و5٪ أنهم غير مهتمين بها على الإطلاق.
وأشار فارهوفر إلى أن الاهتمام بالسياسة قد ارتفع بشكل طفيف خلال السنوات الأربع الماضية، لكنه انخفض بشكل أكبر بين الشباب، حيث قال 21٪ فقط من الفئة العمرية الأصغر إنهم مهتمون جدًا بالسياسة، مقارنة بـ 45٪ من الفئة العمرية الأكبر سنًا. وعلى الجانب الآخر، قال 33٪ من الشباب إنهم غير مهتمين بالسياسة، و5٪ ليس لديهم أي اهتمام بها على الإطلاق. كما أظهرت البيانات أن النساء أقل اهتمامًا بالسياسة من الرجال، حيث قال 30٪ من النساء إنهن غير مهتمات كثيرًا بالسياسة، بينما قال 8٪ إنهن غير مهتمات بها إطلاقًا.
التوقعات بشأن السياسات الاقتصادية والضرائب
يرتبط الاهتمام بالسياسة أيضًا بتوقعات أداء الحكومة. فالناخبون الأكثر اهتمامًا بالسياسة يعتقدون أن الحكومة ستحقق نجاحًا أكبر، حيث يتوقع 29٪ منهم انخفاض الأعباء البيروقراطية على الشركات، مقارنة بـ 11٪ فقط بين غير المهتمين بالسياسة. كما أن التحديث المحتمل للجيش النمساوي يحظى بتوقعات أكبر بين المهتمين بالسياسة مقارنة بغير المهتمين.
وعند سؤال الناخبين عن توقعاتهم الشخصية بشأن تأثير سياسات الحكومة الجديدة على حياتهم، كان أكثر المخاوف شيوعًا هو زيادة الضرائب والرسوم، حيث يتوقع 25٪ من المستطلعين ذلك، خاصة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا وأنصار حزب الحرية.
في المقابل، يعتقد 16٪ فقط أن الحكومة ستعمل على خفض الضرائب والرسوم بشكل ملحوظ، وهو رأي يشترك فيه ناخبو حزب الشعب، حزب النيون، وحزب الحرية. أما من يعتقدون أن الحكومة ستوفر لهم مستقبلاً جيدًا، فلا تتجاوز نسبتهم 14٪.
كما أن التوقعات حول زيادة المشاركة السياسية متواضعة، حيث يتوقع 10٪ فقط أن يكون لديهم تأثير سياسي أكبر، بينما يأمل 8٪ فقط في تحسين مستوى المعيشة وزيادة الرفاهية.
وأخيرًا، يتوقع 30٪ من الناخبين أن تشهد الحكومة الكثير من الخلافات والنزاعات الداخلية. وتصل هذه النسبة إلى 50٪ بين ناخبي حزب الحرية، الذين يعتقدون أن الحكومة لن تكون قادرة على العمل بسلاسة دون صراعات.
النمسا بالعربي.