
أثار أيّل ضخم يُعرف باسم “إميل” موجة من الاهتمام في النمسا بعدما شوهد منذ منتصف أغسطس مراراً في منطقة فينفييرتل شمال شرقي البلاد. وبينما كان يتنقل بين بويسدورف وغروسكرُت، التُقطت له تسجيلات قرب كورنوبرغ وهو يتجه صوب الدانوب. وتؤكد تقارير حديثة أنه سبح النهر ليصل إلى ضفافه قرب هادرسفيلد، ما يعني أنه بات على مشارف العاصمة فيينا.
الشرطة النمساوية ناشدت السكان مراراً عدم ملاحقة الحيوان، سواء سيراً على الأقدام أو بالسيارات، بعدما وقعت بالفعل محاولات من هذا النوع. المتحدث رايموند شوايغرلينر أوضح أن “إميل ودود، لكنه يظل حيواناً برياً، والمطاردة قد تترتب عليها عواقب خطيرة”. لذلك لم تُتخذ أي إجراءات رسمية ضده حتى الآن، باستثناء مراقبته وتأمين محيطه عند الحاجة.
الخبراء يرجحون أن “إميل” جاء من بولندا مروراً بتشيكيا، حيث أطلق عليه اسمه الحالي. وهو ذكر شاب في طور البحث عن أنثى وموطن جديد، سلوك شائع بين الأيائل. ورغم أن هذه الحيوانات تستطيع أن يصل طولها إلى أكثر من مترين ووزنها إلى 500 كلغ، فإن مشاهدتها في النمسا نادرة للغاية، إذ لا تسجَّل سوى نحو ست حالات لكل عقد خلال الخمسين عاماً الماضية.
تحوّل “إميل” في الأيام الأخيرة إلى نجم على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث خصصت له صفحات على فيسبوك وتداول مستخدمون صوراً وفيديوهات توثق رحلته. وفي كورنوبرغ وفّرت له الشرطة مرافقة لحمايته بعدما تسبب ظهوره قرب محطة بيسامبرغ بتعطيل مؤقت لحركة القطارات.
السلطات والخبراء يطالبون باحترام الطبيعة وترك “إميل” يعيش بسلام، فيما ينتظر الفضوليون ما إذا كان سيغامر فعلاً بالدخول إلى قلب فيينا أو يواصل طريقه إلى مناطق أبعد جنوباً.