أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لوعد انتخابي يهدف إلى فرض رسوم تعادل تلك التي تفرضها الدول الأخرى على الصادرات الأمريكية، ومن المتوقع أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في 4 مارس، وفقًا لمصادر حكومية أمريكية.
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أكدت أن الاتحاد الأوروبي سيرد بإجراءات قوية ومناسبة، موضحة أن المفوضية تعمل على إيجاد حلول مقبولة للطرفين، لكنها شددت على أن الرسوم الجمركية تضر بالشركات والمستهلكين.
الشركات النمساوية، وخاصة مجموعة “فوستالبين” لصناعة الصلب وشركة “AMAG” للألمنيوم في النمسا العليا، ستكون من بين المتضررين، ولم تعلّق هذه الشركات بعد على تأثير الرسوم على أعمالها. في المقابل، أعرب وزير الاقتصاد النمساوي، مارتن كوخر، عن دعمه للإجراءات المضادة التي ستتخذها المفوضية الأوروبية، واصفًا القرار الأمريكي بأنه إجراء حمائي يتعارض مع مبادئ التجارة الحرة التي استفادت منها الولايات المتحدة لعقود.
ترامب أكد أنه “يبسط الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم”، معتبرًا أن هذا القرار سيعيد الازدهار لأمريكا. رغم أن السياسة الجديدة لا تشمل إعفاءات أو استثناءات مبدئية، إلا أنه أشار إلى احتمال منح أستراليا استثناءً خاصًا، مبررًا ذلك بأن الولايات المتحدة تحقق فائضًا تجاريًا معها، وهو ما يعزى إلى شراء أستراليا كميات كبيرة من الطائرات الأمريكية.
هذه ليست المرة الأولى التي يفرض فيها ترامب رسوماً على الصلب والألمنيوم، إذ سبق أن اتخذ قرارًا مماثلًا خلال ولايته الأولى، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم انتقامية على بعض المنتجات الأمريكية، مثل الجينز والويسكي والدراجات النارية. ومع ذلك، أكدت بروكسل أنها لن تتخذ إجراءات فورية قبل تلقي توضيحات رسمية ومكتوبة من واشنطن.
القرار الأمريكي أثار ردود فعل دولية واسعة، حيث وصف وزير الصناعة الكندي الخطوة بأنها غير مبررة تمامًا، مشيرًا إلى أن قطاعي الدفاع والطاقة الأمريكيين يعتمدان بشكل كبير على الصلب والألمنيوم الكنديين. في كوريا الجنوبية، دعت الحكومة مصنعي الصلب المحليين إلى مناقشة سبل تقليل تأثير الرسوم. هونغ كونغ هددت بتقديم شكوى رسمية لمنظمة التجارة العالمية، مؤكدة أن الولايات المتحدة تجاهلت وضعها كمنطقة جمركية مستقلة.
يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه سوق الصلب العالمي تقلبات كبيرة بسبب فائض الإنتاج في الصين والتحديات التي تواجهها المصانع الأوروبية. وفقًا لمنظمة “وورلد ستيل”، بلغ الإنتاج العالمي من الصلب في عام 2023 حوالي 1.89 مليار طن، منها 1.02 مليار طن من الصين، في حين بلغت واردات الولايات المتحدة 26.4 مليون طن، مما يجعلها ثاني أكبر مستورد بعد الاتحاد الأوروبي.
تُعد كندا أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة، حيث صدرت 5.95 مليون طن في عام 2024، تليها البرازيل بـ 4.08 مليون طن، ثم الاتحاد الأوروبي بـ 3.89 مليون طن، فيما لم تتجاوز الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة 470 ألف طن. ترامب لم يكتفِ بهذا القرار، بل أشار إلى إمكانية فرض رسوم على السيارات، وأشباه الموصلات، والمنتجات الدوائية، موضحًا أنه سيكشف قريبًا عن خطة متطورة للغاية لمزيد من الرسوم الانتقامية، معتبرًا أن الولايات المتحدة تعرضت للاستغلال التجاري لسنوات طويلة، وأن الوقت قد حان لتحقيق العدالة في التجارة العالمية.
النمسا بالعربي.
