
في خطوة تهدف إلى خفض حدة التوترات التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، عرض الاتحاد الأوروبي على واشنطن اتفاقاً يقضي بإلغاء شامل ومتبادل لجميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية. الإعلان جاء من بروكسل على لسان أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي أكدت أن العرض الأوروبي ما زال قائماً رغم فرض الإدارة الأمريكية لرسوم جديدة طالت صادرات أوروبية من الصلب والألمنيوم.
العرض الأوروبي الذي كان مطروحاً منذ فترة، جرى تجديده مؤخراً، وشمل إلى جانب السلع الصناعية موضوع تجارة السيارات، الذي بقي عالقاً دون استجابة أمريكية واضحة. في المقابل، أعد الاتحاد الأوروبي حزمة من الإجراءات المضادة تشمل رسوماً على مجموعة واسعة من المنتجات الأمريكية، من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ على مرحلتين، الأولى في منتصف أبريل والثانية بعد شهر.
وتشمل قائمة المنتجات المستهدفة بالعقوبات الأوروبية لحوماً أمريكية، حبوباً، أنواعاً من النبيذ، منتجات خشبية، ملابس، علكة، أدوات تنظيف منزلية، وصولاً إلى منتجات ورقية منزلية. المفوض التجاري الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش أعلن أن حكومات الدول الأعضاء ستتسلم القائمة التفصيلية، على أن تتم المصادقة عليها عبر سفراء الدول في بروكسل خلال الأيام القليلة المقبلة.

وزير الاقتصاد النمساوي، فولفغانج هاتمانسدورفر
إلى جانب هذه الإجراءات، سيطلق الاتحاد الأوروبي وحدة مراقبة خاصة بواردات السلع لضمان عدم تعرض السوق الأوروبية لتغيرات مفاجئة في سلاسل الإمداد العالمية بفعل السياسة الأمريكية. هذه الوحدة ستعمل بالتنسيق مع القطاع الصناعي الأوروبي لرصد أي تحولات في تدفق السلع بشكل منتظم.
هذا ويعكف الاتحاد الأوروبي بالتوازي على تعزيز شراكاته التجارية الدولية بعيداً عن الولايات المتحدة، حيث تواصل المفوضية العمل على توسيع نطاق الاتفاقيات التجارية مع دول مثل الهند وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا، بالإضافة إلى استكمال اتفاقيات مرتقبة مع تكتل ميركوسور، المكسيك وسويسرا.
وكان وزراء التجارة الأوروبيون قد عقدوا اجتماعاً في لوكسمبورغ لمناقشة التطورات الأخيرة، وسط اتفاق عام على ضرورة عدم الانجرار إلى حرب تجارية، مع التأكيد على ضرورة الرد بحزم على الإجراءات الأمريكية. في فيينا، شدد وزير الاقتصاد النمساوي فولفغانغ هاتمانسدورفر على موقف موحد للدفاع عن المصالح الأوروبية، مشيراً إلى أن الاتحاد لا يرى فائدة في التصعيد لكنه أيضاً لا يقبل بسياسة الابتزاز التجاري.
الإدارة الأمريكية، في المقابل، واصلت نبرة التحدي، حيث أشار مستشار الرئيس الأمريكي إلى أن دونالد ترامب منفتح على التفاوض إذا ما وُضعت عروض جدية على الطاولة. وفي تعليقات إعلامية، كرر الرئيس الأمريكي موقفه الرافض لأي نقاشات ما لم تُحقّق الولايات المتحدة مكاسب مالية كبيرة من شركائها التجاريين.
النمسا بالعربي.