
في إطار حملته الانتخابية، أعلن عمدة فيينا، مايكل لودفيج (الحزب الاشتراكي الديمقراطي – SPÖ)، عن خطط جديدة لمستقبل المدينة. خلال خطابه الذي استمر لمدة ساعة تحت شعار “الآن الأمر يتعلق بفيينا”، استعرض إنجازاته السابقة وكشف عن مشاريع جديدة، من أبرزها تعديلات في نظام منح المساكن الاجتماعية وخطة لإنشاء حرم جامعي جديد في منطقة أوتو فاغنر.
فبعد إلغاء خطة انتقال الجامعة الأوروبية المركزية (CEU) إلى أوتو فاغنر-أريال، أعلن لودفيج عن إعادة إحياء المشروع ليصبح حرمًا جامعيًا جزئيًا. ستنتقل جامعة فيينا الخاصة للموسيقى والفنون (MUK) إلى الموقع، حيث سيتم تكييف الأجنحة الموجودة هناك لاستيعاب مختلف التخصصات مثل الموسيقى، الرقص، والغناء. كما سيتم توفير سكن طلابي وتحويل المنطقة إلى مركز ثقافي رئيسي. وأشار لودفيج إلى أن هذا المشروع سيكون “واحدًا من أكبر مشاريع المستقبل في الدورة التشريعية القادمة”.
وأكد لودفيج أن فيينا لن تبقى فقط “المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم، بل يجب أن تكون أيضًا ميسورة التكلفة”. وفي هذا الإطار، سيتم تعديل نظام تخصيص المساكن الاجتماعية بحيث يصبح الوصول إليها أكثر سهولة.
حتى الآن، كان يتوجب على المتقدمين للحصول على سكن اجتماعي أو مدعوم أن يكونوا مسجلين لمدة عامين متتاليين في نفس العنوان داخل فيينا، ولكن واعتبارًا من الأول من شهر مايو المقبل سيتم إلغاء هذا الشرط، بحيث يصبح كافيًا أن يكون الشخص قد أقام في فيينا لمدة عامين متواصلين، حتى لو انتقل بين عدة عناوين. كما سيتم تسهيل حصول الأشخاص المستفيدين من دعم الإيجار أو المساعدات السكنية على شقق اجتماعية بسهولة أكبر. ومن المتوقع أن يتم، في عام 2026، دمج نظامي منح المساكن الاجتماعية والمساكن المدعومة في نظام موحد يُعرف باسم “تذكرة السكن في فيينا” (Wiener Wohn-Ticket). وسيتم أيضًا إدخال نظام نقاط جديد يعكس بشكل أفضل احتياجات المتقدمين بناءً على أوضاعهم الفردية.

وضمن خطته لتعزيز الصحة العامة، أعلن لودفيج عن مشروع “فيينا للوقاية الصحية” (Vienna Prevention Project)، الذي سيتم تنفيذه بالتعاون مع جامعة فيينا الطبية وصندوق الرعاية الصحية لموظفي المدينة. يهدف هذا المشروع إلى تحسين جودة الحياة، وزيادة عدد سنوات العيش بصحة جيدة، وتقليل الضغط على النظام الصحي من خلال الفحوصات المنتظمة والكشف المبكر عن الأمراض. وسيشارك 20,000 شخص في هذا البرنامج، حيث سيتم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة تخضع لفحوصات طبية شاملة للكشف المبكر، وأخرى تخضع لفحوصات أساسية مماثلة للفحوصات الصحية الروتينية.
في مجال التعليم، أعلن لودفيج عن إطلاق “فصول إعادة التأهيل” (Reha-Klassen) لمساعدة الطلاب الذين تلقوا علاجًا نفسيًا على العودة إلى المدرسة بطريقة تدريجية ومريحة.
في المقابل، انتقد حزب الحرية النمساوي (FPÖ) إعلان لودفيج عن تغيير معايير تخصيص المساكن، معتبراً أنه يسهل حصول طالبي اللجوء على شقق اجتماعية، ودعا زعيم الحزب في فيينا، دومينيك نييب، إلى تخصيص المساكن الاجتماعية على المواطنين النمساويين فقط. من جانبه، أعرب رئيس حزب الشعب النمساوي (ÖVP) في فيينا، كارل مارر، عن استيائه من خطاب لودفيج، مشيرًا إلى “غياب أي إنجازات كبيرة في مجالات الأمن، الاندماج، والتعليم”.
النمسا بالعربي.