بعد أيام من التوترات السياسية في النمسا، التقى زعيم حزب الحرية (FPÖ)، هربرت كيكل، بالرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين في قصر هوفبورغ، في خطوة قد تمهد لتكليف كيكل بتشكيل الحكومة المقبلة. اللقاء، الذي كان من المتوقع أن يجري على شكل حوار مغلق بين الطرفين، شهد حضور راينهارد تويفل، أحد أقرب معاوني كيكل، مما أضفى طابعاً غير اعتيادي على الاجتماع.
مرت أكثر من ثلاثة أشهر منذ الانتخابات الوطنية، وما زالت النمسا بلا حكومة. فشل المفاوضات بين حزب الشعب (ÖVP)، الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، وحزب نيوس (NEOS)، دفع المستشار كارل نيهامر إلى تقديم استقالته كزعيم لحزب الشعب. الآن، يبدو أن الرئيس فان دير بيلين يقترب من تكليف كيكل بتشكيل الحكومة باعتباره زعيم الحزب الحاصل على أكبر نسبة من الأصوات.
رغم ذلك، كانت أجواء اللقاء بين فان دير بيلين وكيكل باردة، حيث استغرقت المحادثات أكثر من ساعة. عقب الاجتماع، صرح كيكل بشكل مقتضب أن “الرئيس الآن هو من يقرر”، مضيفاً أن “المحادثات مع الرئيس دائماً جيدة”.
الحضور غير المتوقع لراينهارد تويفل، الذي عمل كرئيس مكتب كيكل خلال فترة توليه وزارة الداخلية، أضفى بعداً إضافياً على الاجتماع. تويفل، المعروف بولائه لكيكل، كان جزءاً من فريق التفاوض الخاص بحزب الحرية بعد الانتخابات.
وفيما تستمر المشاورات، تعتزم قيادة حزب الحرية الاجتماع لمناقشة الخطوات القادمة، تشير التوقعات إلى أن كيكل سيبدأ قريباً مفاوضات رسمية مع حزب الشعب بقيادة رئيسه الجديد، كريستيان شتوكر، الذي أعلن استعداده للدخول في محادثات ائتلافية مع حزب الحرية.
في الوقت نفسه، تشهد العاصمة فيينا احتجاجات ضد احتمال تولي كيكل رئاسة الوزراء، حيث تجمع مئات المتظاهرين في ساحة بالهاوسبلاتز، في حين انتشرت الشرطة بكثافة لتأمين المظاهرات.
الرئيس فان دير بيلين، الذي سبق أن استبعد تكليف كيكل بعد الانتخابات مباشرة، صرح مؤخراً أن “الوضع تغير”، مشيراً إلى انخفاض حدة المعارضة داخل حزب الشعب تجاه العمل مع كيكل الذي يصفه معارضوه بأنه “يميني متطرف”.
النمسا بالعربي.
