وصف المستشار النمساوي كريستيان شتوكر (ÖVP) الوضع الإنساني في قطاع غزة، الخاضع لسيطرة إسرائيل، بأنه “غير قابل للاحتمال”، مؤكدًا أن “المدنيين الفلسطينيين لا يجب أن يدفعوا ثمن إرهاب حماس”. جاء ذلك خلال لقاء ثنائي جمعه بنظيره الألماني فريدريش ميرتس (CDU) يوم السبت في مدينة سالزبورغ، وذلك قبيل حضورهما العرض المسرحي الشهير “ييديرمان” ضمن فعاليات مهرجان سالزبورغ الصيفي.
ودعا شتوكر، على غرار المستشار الألماني، إسرائيل إلى السماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل عاجل. وكان كل من ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد وجهوا يوم الجمعة نداءً مشتركًا إلى إسرائيل، طالبوا فيه بوقف المعاناة المدنية في غزة. وأكدوا أن “الكارثة الإنسانية التي نشهدها الآن يجب أن تنتهي فورًا”.
وجدد شتوكر في تصريحاته الموقف الرسمي لبلاده، الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى حماس، وأن هذه الحركة “لا يمكن أن يكون لها أي دور في مستقبل القطاع”، على حد تعبيره.

وتأتي هذه التصريحات في وقت شهدت فيه سالزبورغ اضطرابات محدودة قبيل افتتاح المهرجان، حيث قاطع نشطاء مؤيدون لفلسطين مراسم الافتتاح، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في محيط الفعاليات.
على المستوى السياسي، أعرب الزعيمان عن انسجام موقفي بلديهما في ملفات أوروبية مركزية. وأكد شتوكر أن “ألمانيا ليست فقط الشريك التجاري الأهم للنمسا، بل هي الحليف الأقرب في العديد من القضايا الجوهرية”، مشيرًا إلى توافقهما في ملف الهجرة واللجوء، وخاصة فيما يتعلق بتطبيق ميثاق اللجوء والهجرة الأوروبي. كما شدد على ضرورة عدم السماح بانقسام الموقف الأوروبي في ملف أوكرانيا، مطالبًا بزيادة الضغط الموحد على روسيا.
وفي الشأن الاقتصادي، أعرب شتوكر عن تحفظه تجاه اقتراح ميزانية الاتحاد الأوروبي الجديدة، واصفًا إياه بأنه “لا يزال بعيدًا عن أن يكون مقبولًا”. وأكد أن النمسا، مثل ألمانيا، مستعدة لتحمل مسؤوليتها كدولة مساهمة صافية، لكن “التضامن والعدالة لا يمكن أن يكونا طريقًا باتجاه واحد فقط”.
وفي ملف النقل العابر للحدود، دعا شتوكر إلى دعم ألماني واضح لتسريع تشغيل نفق “برينر” الأساسي، منتقدًا التهديدات الإيطالية باللجوء إلى القضاء للطعن في القيود النمساوية المفروضة على حركة الشاحنات. وقال بهذا الخصوص: “الذهاب إلى المحكمة لن يجعل نفق برينر أعرض، ولن يقلل من عدد الشاحنات، ولن يساهم في تحويلها إلى السكة الحديد. ما نحتاجه هو حل سياسي”.
فيينا، النمسا بالعربي.