سجلت النمسا معدلات استهلاك لحوم مرتفعة بشكل مقلق، حيث يتجاوز متوسط استهلاك الفرد السنوي 57.6 كيلوغرامًا، وهو ما يعني أن السكان يستهلكون ما يعادل أكثر من سبعة شنيتسل أسبوعيًا لكل شخص، وبالمقارنة، يبلغ متوسط الاستهلاك في ألمانيا 52 كيلوغرامًا وفي سويسرا 46 كيلوغرامًا.
ووفقا لتقديرات منظمة “Vier Pfoten”، سيبلغ النمساويون في 10 أبريل كمية اللحوم التي يُوصى بتناولها خلال سنة كاملة بحسب المعايير الصحية الدولية.
وتحدد اللجنة العلمية EAT-Lancet الكمية الصحية القصوى عند 15.7 كيلوغرامًا في السنة، وإذا استمر الانخفاض الطفيف في الاستهلاك على نفس الوتيرة، فلن تصل النمسا إلى هذا المستوى الموصى به قبل عام 2113.
كذلك حذرت حملة “Vier Pfoten” من تداعيات الاستهلاك المرتفع، مشيرة إلى تدهور صحة الإنسان وارتفاع الانبعاثات الكربونية وتزايد الطلب على الأراضي والمياه، إلى جانب الانعكاسات المباشرة على الحيوانات بفعل التربية الصناعية.
ورغم التراجع الطفيف في الاستهلاك مقارنة بعام 2022، إلا أن المؤشرات لا تدعو للتفاؤل. أسعار اللحوم المنخفضة والعروض التجارية في المتاجر ساهمت في تكريس النمط الاستهلاكي القائم، حيث تباع ما يقارب نصف كمية اللحوم بأسعار مخفضة.
هذا ويُذبح أكثر من 106 ملايين حيوان سنويًا في النمسا لتلبية الطلب المحلي، ما يعكس حجم القطاع وتأثيره على سلاسل الإمداد والبيئة.
منظمات حماية الحيوان دعت إلى وقف العروض الترويجية على اللحوم وفرض شفافية أكبر في عرض معلومات الإنتاج والمنشأ في المتاجر والمطاعم، البيانات تشير إلى أن النمسا تتصدر بوضوح قائمة الدول الناطقة بالألمانية من حيث استهلاك اللحوم، ما يجعلها محط أنظار الهيئات الصحية والبيئية على حد سواء.
النمسا بالعربي.
