أعلنت السياسية النمساوية ليونوره غيفسلر، وزيرة حماية المناخ السابقة، صباح الأربعاء عبر فيديو على منصة Bluesky، عن نيتها الترشح لرئاسة حزب الخضر النمساوي (Bundessprecherin). القرار جاء قبل الانتخابات الداخلية المقررة في 29 يونيو، والتي سيُنتخب فيها أيضًا أعضاء جدد في الهيئة التنفيذية للحزب.
غيفسلر، البالغة من العمر 47 عامًا، برّرت ترشحها برغبتها في مواجهة الأزمات العالمية التي يمر بها العالم، بدءًا من الحرب في أوكرانيا، مرورًا بتدهور المناخ، ووصولًا إلى التحولات السياسية في الولايات المتحدة، مؤكدة استعدادها “للقتال من أجل عالم أفضل”.
ولقي الإعلان عن الترشح ترحيبًا واسعًا داخل الحزب. الزعيم الحالي فيرنر كوغلر، الذي أعلن سابقًا عن تنازله عن القيادة، أكد دعمه الكامل لغيفسلر، واصفًا إياها بأنها “واضحة، حاسمة، ولا تخشى التحديات الكبرى”. كذلك، انسحب كل من ألما زاديتش (وزيرة العدل) وشتيفان كاينيدر (رئيس الخضر في النمسا العليا) عمليًا من سباق القيادة، وأعلنا دعمهما الصريح لها.
وتُعد غيفسلر شخصية محبوبة داخل صفوف الخضر، وقد حظيت بإشادة واسعة في صيف 2023 عندما دعمت قانون “إعادة إحياء الطبيعة” الأوروبي، رغم اعتراض الشريك في الائتلاف الحكومي (ÖVP). وهي حاصلة على شهادة في العلوم السياسية، وعملت سابقًا كمديرة تنفيذية لمنظمة “Global 2000” البيئية غير الحكومية، قبل انضمامها للحكومة في 2020.
من أبرز المواقف داخل الحزب التي عبرت عن حماستها لترشح غيفسلر، أولغا فوغلاور (الأمينة العامة للحزب) التي وصفت الخبر بأنه “مثير للفرح”، وسيغريد ماورر (رئيسة الكتلة البرلمانية) التي تعهدت بالوقوف إلى جانبها. كما اعتبرتها جوديت بيرينغر، مرشحة الحزب في انتخابات فيينا، “خبراً جيداً لكل سكان النمسا”.
وستبدأ عملية الترشح لقيادة الحزب رسميًا في 4 مايو، وستنتهي في 1 يونيو، أي أربعة أسابيع قبل موعد انعقاد المؤتمر العام للحزب في 29 يونيو. خلال المؤتمر، سيقوم 265 مندوبًا بانتخاب رئيس أو رئيسة الحزب، إضافة إلى ستة أعضاء آخرين في المجلس التنفيذي، من بينهم مسؤول الشؤون المالية. جميع المناصب تُمنح لولاية مدتها ثلاث سنوات.
كوغلر كان قد تسلم قيادة الحزب في أعقاب نكسة الانتخابات البرلمانية عام 2017، حيث تمكن لاحقًا من إعادة الحزب إلى البرلمان، ثم إلى الحكومة الفيدرالية عام 2020. ورغم الدعم الداخلي القوي الذي تلقاه في مؤتمراته السابقة (وصلت نسب التأييد له إلى أكثر من 96%)، إلا أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2024 شكّلت تراجعًا، حيث حصل الحزب تحت قيادته على 8.24% فقط من الأصوات، أي انخفاض بنحو 5.66 نقاط مئوية مقارنة بالانتخابات السابقة.
النمسا بالعربي.
