
في خطاب ألقاه على مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي البافاري في مدينة لاندسهوت، دعا نائب المستشار النمساوي أندرياس بابلر (SPÖ) إلى اعتماد نهج صارم ضد التهرب الضريبي وتحويل الأرباح عبر الحدود، مؤكدًا أن هذه الممارسات يجب أن تواجه بـ”صفر تسامح”. وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه داخل الائتلاف الحكومي في فيينا من فرض ضريبة على ثروات الأثرياء جدًا، معتبرًا أن ذلك يمثّل إخفاقًا شخصيًا.
بابلر حذّر من أن غياب العدالة في توزيع الثروة يقود مباشرة إلى أزمة ثقة في النظام الديمقراطي. وقال إن شعور الناس بالتهميش يُضعف إيمانهم بالمؤسسات الديمقراطية، مشددًا على أن الديمقراطية تواجه ضغوطًا عالمية. في هذا السياق وضع بابلر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في خانة واحدة، باعتبارهم يسعون إلى “تغيير حدود المسموح والممكن في السياسة” وتقويض الثقة في الأنظمة الديمقراطية، داعيًا إلى وضع “خط أحمر واضح” لوقف هذه الانزلاقات.
وشدد على أن أقوى جدار عازل أمام صعود اليمين هو وجود أغلبيات يسارية الوسط سواء في النمسا أو في ألمانيا، مضيفًا أن الاشتراكيين الديمقراطيين هم وحدهم القادرون على الجمع بين الحق في العمل والسكن الكريم والتعليم الجيد والرعاية الصحية والتقاعد الكافي والوصول إلى الثقافة، وبين الالتزام بمكافحة التغير المناخي.
وأكد أن علامات التحول المناخي تتسارع وأن “جيلنا هو الأول الذي يعيش تداعياته بشكل مباشر، وهو في الوقت نفسه الأخير الذي يمكنه إحداث تغيير”، محذرًا من أن الفئات الأكثر تضررًا من الأزمة المناخية ستكون دائمًا الطبقات الأقل حظًا. ومن هنا شدد على أن النضال ضد تغير المناخ هو “قضية اجتماعية ديمقراطية بامتياز”.
فيينا، النمسا بالعربي.