
في أعقاب حادث كاد أن يودي بحياة طفل في الرابعة من عمره في قناة الدانوب وسط فيينا، قررت هيئة رعاية الأطفال والشباب (MA 11) التابعة لمدينة فيينا اتخاذ إجراءات حاسمة: تم نقل الطفل الناجي وشقيقه الأكبر، البالغ من العمر سبع سنوات، إلى مركز طوارئ لرعاية الأطفال.
الطفل الأصغر، الذي يُعتقد أنه كان دون رقابة لساعات قبل العثور عليه فاقدًا للوعي في المياه قرب جسر “أوغارتن”، أُنقذ من قبل عامل بناء كان على متن قارب قريب، وتمكن من سحبه وبدأ في إنعاشه. خدمات الإسعاف حضرت على الفور ونقلت الطفل إلى المستشفى حيث أُدخل وحدة العناية المركزة، قبل أن يُنقل لاحقًا إلى قسم الأطفال العادي بعد تحسن حالته، إذ أصبح قادرًا على التواصل.
بحسب المتحدثة باسم الهيئة، إنغريد بشمان، فإن الأسرة كانت تخضع منذ عامين لمتابعة ودعم من قبل MA 11، نظرًا لإصابة أحد الوالدين بمرض مزمن. وقد تلقى الأبوان، وهما أب نمساوي من أصول سعودية، وأم يعتقد أنها مولودة في سوريا، إرشادًا تربويًا ورعاية منزلية. ومع ذلك، اعتُبر الحادث الأخير دليلاً على وجود خطر واضح على الطفلين.

بعد التقييم، قررت الهيئة نقل الطفل الأكبر على الفور إلى مركز حماية الأطفال، في حين صدر “منع تسليم” (Ausfolgeverbot) للطفل الأصغر، ما يعني أنه لن يعود إلى عائلته بعد خروجه من المستشفى، بل سينضم إلى شقيقه في مركز الأزمات.
وكانت القضية قد أثارت غضبًا في الأوساط العامة بعد أن تبين أن الوالدين لم يُبلّغا عن فقدان الطفل إلا في الساعة التاسعة مساءً، رغم أنه اختفى منذ الظهيرة. كما واجهت الشرطة صعوبات في التعرف على هوية الطفل بسبب ضعف مهاراته اللغوية، ما عرقل التواصل في الساعات الحرجة.
وتم توجيه تهمة الإهمال الجنائي للأم البالغة من العمر 42 عامًا، بينما يجري التعامل مع الأب كشاهد، ولا تزال الشرطة بانتظار استجواب الأم رسميًا.