كشف جهاز أمن الدولة والمخابرات (DSN) في النمسا عن حملة تضليل إعلامي واسعة نظمتها مواطنة بلغارية يُشتبه في تجسسها لصالح روسيا. تهدف هذه الحملة إلى التأثير على الرأي العام النمساوي ضد أوكرانيا وتعزيز المشاعر المؤيدة لروسيا، مستخدمة وسائل إعلامية وتقنيات دعائية متعددة، منها الإنترنت وملصقات ورسومات جدارية تحمل رموز اليمين المتطرف.
وبدأت السلطات التحقيق في هذه العملية بعد مداهمة منزل المتهمة في ديسمبر الماضي، حيث تم العثور على أدلة تكشف عن تورطها في أنشطة دعائية مدعومة من روسيا. وأظهرت التحقيقات أن خلية استخباراتية روسية بدأت العمل بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا، وركزت على تنفيذ حملة تضليل واسعة في الدول الناطقة بالألمانية، مع تركيز خاص على النمسا.
وأكد رئيس جهاز DSN، عمر حياوي-بيرشنر، أن النمسا تواجه مشكلة حقيقية مع التضليل الإعلامي، فيما شدد وزير الدولة يورغ لايختفريد على خطورة انتشار الأخبار المضللة في تهديد الديمقراطية والاستقرار السياسي. وأوضح أن هذه الحملات تهدف إلى التلاعب بالرأي العام والتأثير على الانتخابات من خلال نشر أخبار زائفة ومعطيات مضللة.
وأظهرت البيانات المضبوطة أن المتهمة البلغارية لعبت دورًا رئيسيًا في تنفيذ الحملة، حيث كانت تتلقى مواد دعائية من جهات روسية وتنظم توزيعها في النمسا وألمانيا. كما كانت توثق هذه الأنشطة وترسل التقارير إلى متعاونين آخرين في روسيا والمملكة المتحدة. وقد اعترفت المتهمة بأنها كانت نشطة في تنفيذ هذه العمليات خلال عام 2022.
منذ بداية الحرب، تستخدم روسيا التضليل الإعلامي كجزء من استراتيجيتها في الحرب الهجينة، حيث يتم التلاعب بالمعلومات ونشر الدعاية في أماكن رمزية مثل النصب التذكارية والمواقع ذات الأهمية التاريخية، بهدف خلق انقسامات داخل المجتمعات وزرع الشكوك حول القيم الديمقراطية في أوكرانيا.
النمسا بالعربي.
