Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار النمسا

حزن عميق في فيلاخ بعد الهجوم المسلح، سوري قاتل وآخر بطل

قام سوري يدعى علاء الدين بدهس المجرم مرتكب المسلح..

أجواء حزينة ومختلطة في مدينة فيلاخ وبالأخص في مقر الشرطة بعد الهجوم الدموي الذي شهدته المدينة، حيث قام شاب سوري يبلغ من العمر 23 عامًا بمهاجمة المارة بسكين طوله عشرة سنتيمترات، متسببًا في مقتل فتى في الرابعة عشرة من عمره وإصابة أربعة آخرين، ثلاثة منهم في حالة حرجة. في المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمام مقر الشرطة، تحدث وزير الداخلية عن دافع “إسلاموي” للهجوم وعلاقته بتنظيم داعش، فيما وصف حاكم ولاية كيرنتن الضحية بأنه “أول شخص يسقط جراء هجوم إرهابي في الولاية”.

مكان الحادث يقع على بُعد عشر دقائق سيرًا على الأقدام من مقر الشرطة، حيث لا تزال قوات الأمن تحرس المنطقة المغلقة. تجمع عدد من السكان أمام الحواجز الأمنية، بعضهم وضع زهورًا وأشعل الشموع، بينما خيم الصمت على الحضور.

محاولة الحديث مع بعضهم لم تدم طويلًا، إذ انخرطت إحدى الفتيات في البكاء بينما اكتفت سيدة كانت برفقتها بإيماءة شكر على احترام خصوصيتهن. في ذات الوقت، كانت الشرطة تواصل تحقيقاتها، حيث كشفت المداهمات عن أعلام لتنظيم داعش في شقة المهاجم. الجيران قالوا إنه كان منطويًا، ولم يلفت الأنظار رغم أنه لم يكن ودودًا. لحظة اقتحام الشرطة للشقة باستخدام آلة كسر الأبواب كانت عنيفة لدرجة أن الطابق بأكمله اهتز، وما زالت آثار العملية الأمنية واضحة على باب الشقة.

وزير الداخلية النمساوية يضع الشموع في مكان الهجوم الإرهابي
Foto: APA/GERD EGGENBERGER وزير الداخلية النمساوية يضع الشموع في مكان الهجوم الإرهابي

محمد الطبع، الذي يعمل نادلًا في مقهى بوسط المدينة، يسير برفقة كلبيه في الشارع وهو يشيح بنظره عن المارة. يعيش في النمسا منذ أكثر من عشر سنوات ويتحدث الألمانية بطلاقة، لكنه يشعر بعد هذا الهجوم أنه لم يعد بإمكانه النظر إلى الناس في أعينهم. بالقرب من موقع الجريمة، يقف رجل وامرأة يعيشان في الحي، يتحدثان عن ازدياد العنف في السنوات الأخيرة. لم تعد المرأة تغادر منزلها بعد السادسة مساءً، فيما يرى الرجل أن الشرطة فقدت حضورها السابق في الشوارع. حولهم، ينضم آخرون إلى النقاش، بعضهم يعبر عن غضبه من السياسات الأمنية، بينما يرى آخرون أن السياحة في المدينة ستتضرر بسبب ما حدث.

في لحظة مغادرة المسؤولين بعد انتهاء المؤتمر الصحفي، وقفت امرأة تحمل لافتة احتجاجية مكتوب عليها “كان من الواضح أن هذا سيحدث”. تحدثت بهدوء وحزم عن الاختلافات الثقافية، وعن مخاوفها على الأطفال. في المقابل، كانت هناك أصوات تدعو إلى عدم التعميم، من بينها إحدى جارات المهاجم التي عبّرت عن صدمتها لكنها رفضت إلقاء اللوم على الجميع. في سياق مماثل، شدد حاكم الولاية على أهمية التمييز، مشيرًا إلى أن سوريًا آخر، يعمل كعامل توصيل، لعب دورًا حاسمًا في إيقاف المهاجم عندما صدمه بسيارته، ما سهل على الشرطة اعتقاله.

المدينة تحاول استيعاب الصدمة، فيما لا يزال الغموض يحيط بمصير احتفالات الكرنفال الشهيرة. الشرطة تخطط لزيادة دورياتها في الشوارع، ومراقبة الفعاليات بشكل أكثر صرامة، كما أعلن وزير الداخلية عن عمليات تفتيش عشوائية. رئيس البلدية، الذي كان قد عبّر عن رفضه القاطع لفكرة استمرار الاحتفالات في البداية، أصبح أقل حزمًا مع مرور الوقت، مشيرًا إلى أن القرار النهائي بشأن إلغائها لم يُحسم بعد. داخل مقر الشرطة، تبقى الزينة والقبعات الورقية في مكانها، لكن الاحتفال الذي كان متوقعًا هنا يبدو أبعد ما يكون عن الواقع.

النمسا بالعربي.

مقالات ذات صلة