
بعد مرور عامين على توجهه بسكين قتالي إلى محطة القطار الرئيسية في فيينا بنيّة طعن ركاب عشوائيين، مثل شاب نمساوي أمام المحكمة للمرة الثانية، حيث صدر بحقه حكم بالسجن عامين نافذين بعدما تبيّن أنه عاد إلى نشاطه في الدعاية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
المحكمة كانت قد أدانته في أبريل 2024 بعقوبة عامين منها ثمانية أشهر غير مشروطة، مع إلزامه بالخضوع لعلاج نفسي وبرنامج لإعادة التأهيل من التطرف. لكن بعد إطلاق سراحه في مايو 2024، عاد بالفعل في اليوم التالي إلى نشر مواد دعائية للتنظيم عبر الإنترنت. السلطات الألمانية رصدت تحركاته في نوفمبر، ما أدى إلى اعتقاله مجددًا وإعادته إلى الحبس الاحتياطي.
واعترف الشاب خلال المحاكمة اعترافًا كاملًا، لكن دون أن يجيب على أسئلة القضاة مستندًا إلى حقه في التزام الصمت. ممثل الادعاء وصفه بأنه “حالة خاصة” لم يتخل عن فكر التنظيم رغم انسحابه الطوعي من تنفيذ مخططه الدموي عام 2023، مشيرًا إلى أنه واصل نشر أناشيد دينية ومقاطع فيديو لعمليات إعدام بغية تحفيز مؤيدين جدد واستقطاب شباب إلى التنظيم.
من جانبه اعتبر فريق الدفاع أن موكله لم يعد “خطيرًا للغاية”، موضحًا أنه ضحية آلة دعاية ملأت فراغ حياته بعد تعرضه للتنمر والشعور بالعزلة، وأن توجهه إلى الدين منحه اعترافًا وسط محيط من المتعاطفين. لكنه ما زال، بحسب الدفاع، “مصابًا بعدوى فكر التنظيم” وإن لم يعد في ذروة خطورته.
وأكدت النيابة أن الدولة أنفقت موارد كبيرة لمحاولة إعادة تأهيله، لكن تلك الجهود لم تؤت ثمارها، ليعود اليوم أمام القضاء محمَّلًا بنفس الفكر الذي قاده قبل عامين إلى أبواب محطة فيينا المركزية.
فيينا، النمسا بالعربي.