انخفاض تدريجي في درجات الحرارة بعد تسجيل 38 درجة مئوية وأضرار واسعة في الزراعة والبنية التحتية شرق وغرب البلاد
انتهت ذروة موجة الحر التي اجتاحت أوروبا، والتي شملت فرنسا وإسبانيا واليونان، لتبلغ ذروتها الخميس في النمسا حيث وصلت درجات الحرارة إلى 38 درجة مئوية في منطقة سانت أندريه بمقاطعة كيرنتن. ومع انتهاء هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، بدأت منذ مساء الخميس عواصف رعدية شديدة في عدة ولايات نمساوية من بينها النمسا السفلى وأعالي النمسا وشتايرمارك، ما أدى إلى أضرار مادية واسعة وإصابة أحد رجال الإطفاء.
وبحسب توقعات الأرصاد، ستستمر درجات الحرارة مرتفعة حتى نهاية الأسبوع مع تسجيل 33 درجة مئوية في بعض المناطق، قبل أن تبدأ بالانخفاض اعتبارًا من بداية الأسبوع المقبل إلى ما بين 20 و28 درجة حسب المنطقة. ورغم الانخفاض المتوقع، تبقى التحذيرات من موجات حر مستقبلية قائمة، حيث يشير خبراء الأرصاد إلى أن التغير المناخي يزيد من وتيرة وحدّة هذه الظواهر.
في أعالي النمسا، تسببت العواصف بأكثر من 420 تدخلًا لفرق الإطفاء، خاصة في مدينة لينز التي شهدت أكبر عدد من البلاغات، إذ ارتفعت الحوادث منذ مساء الخميس من 182 إلى 240. أما في النمسا السفلى، فقد سُجّل تساقط أمطار غزيرة بلغت 50 لترًا لكل متر مربع في غضون 15 دقيقة فقط.
وفي شتايرمارك، أُبلغ عن حالات غمر شديدة للمياه وحوادث مرورية، من بينها اصطدام سيارة كهربائية بالحاجز الوسطي على طريق “سيمّيرينغ” السريع، فيما قامت فرق الإنقاذ بإزالة الأشجار المتساقطة وضخ المياه من الأقبية والمرائب.

القطاع الزراعي لم يسلم من هذه العواصف، حيث قُدّرت الخسائر بنحو 700 ألف يورو في ولايتي شتاير ولينز، وخصوصًا في حقول الذرة والقمح واللفت وفول الصويا على مساحة تجاوزت 1,200 هكتار. ومن جهة أخرى، تسببت درجات الحرارة المرتفعة يوم الخميس في حالات إجهاد حراري واسعة، منها حادثة إنقاذ كلب من داخل سيارة مغلقة وسط مدينة فيلاخ.
هذا تشير البيانات الرسمية إلى ارتفاع بنسبة 13% في عدد الحوادث المرورية خلال أيام الحر الشديد.
أما على الصعيد الدولي، فقد سيطرت فرق الإطفاء في اليونان على حرائق ضخمة في جزيرتي كريت وأثينا الكبرى بمساعدة الطائرات المروحية، لكن خطر تجدد الحرائق ما زال قائمًا بسبب الرياح العاتية. وتُشير التوقعات إلى أن جنوب شرق أوروبا سيواجه موجة حر جديدة اعتبارًا من السبت، مع درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية خاصة في المدن الكبرى.
فيينا، النمسا بالعربي.