خالفت نتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية كافة التوقعات مع فوز تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان الفرنسي بعد انتخابات مبكرة دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وجاء المعسكر الرئاسي في المرتبة الثانية، في حين اكتفى اليمين المتطرف المتمثل بحزب التجمع الوطني، بتصدر الجولة الأولى من الانتخابات، حيث حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات النهائية..
ومن المتوقع أن يحصل تحالف اليسار على 172 إلى 215 مقعدا، ومعسكر ماكرون على 150 إلى 180 مقعدا في حين لن يتجاوز عدد مقاعد التجمع الوطني ال 150 مقعداً، ما يعني غياب الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة والدخول في ائتلافات معقدة..
وفور صدور التقديرات الأولية، شدد زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلنشون أن على رئيس الوزراء غابريال أتال “المغادرة”، مضيفا “ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة” التي ينتمي إليها حزبه أن “تحكم”.
وقال ميلنشون زعيم حزب فرنسا الأبية وأحد مكونات الجبهة الشعبية الجديدة: “شعبنا أطاح بوضوح أسوأ الحلول”، في إشارة لحلول اليمين المتطرف في المركز الثالث..
ولكن رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا كان قد انتقد “تحالف العار الذي حرم الفرنسيين من سياسة إنعاش” وأضاف الزعيم اليميني أن “حزب التجمع الوطني يجسد أكثر من أي وقت مضى البديل الوحيد، إن التجمع الوطني لن ينزلق لأي تسوية سياسية ضيقة”..
وسعيا لقطع الطريق أمام التجمع الوطني، انسحب أكثر من مئتي مرشح من اليسار والوسط من دوائر كانت ستشهد سباقا بين ثلاثة مرشحين في الدورة الثانية، لتعزز حظوظ خصوم التجمع الوطني.
وكان ماكرون قد دعا إلى “توخي الحذر” في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة، لأن التحالف اليساري الفائز على خلافات حادة مع الرئيس ماكرون، وكانوا قد استبعدوا التحالف معه في تصريحات مبكرة..
وأعلن رئيس وزراء فرنسا غابريال أتال أنه سيقدم استقالته الاثنين، موضحا أنه مستعد للبقاء في منصبه “طالما يقتضي الواجب” خصوصا أن فرنسا تستضيف دورة الألعاب الأولمبية قريبا.
وتقدر نسبة المشاركة النهائية في الدورة الثانية الأحد بـ67% ممن يحقهم الانتخاب، وكانت البلاد منذ بدء الحملة الانتخابية في أجواء متوترة جدا، مع شتائم واعتداءات جسدية على مرشحين ومظاهرات عارمة..
النمسا بالعربي، خاص، وكالات..