
في سابقة غير معهودة في تاريخ السياسة الألمانية الحديثة، فشل زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) فريدريش ميرتس صباح اليوم الثلاثاء في نيل الأغلبية المطلوبة داخل البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) لانتخابه مستشارًا للبلاد، رغم اتفاق تشكيل الحكومة بين الاتحاد والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ففي تصويت سري شارك فيه 621 نائبًا من أصل 630، صوّت لصالح ميرتس 310 نواب فقط، أي بفارق 6 أصوات عن الأغلبية المطلوبة (316 صوتًا). في المقابل، صوّت 307 نواب ضدّه، وامتنع 3 عن التصويت، فيما اعتُبرت ورقة اقتراع واحدة غير صالحة.
كان يُفترض أن يحصل ميرتس على 328 صوتًا من داخل الائتلاف، المكوّن من 208 نواب من الاتحاد المسيحي و120 من الحزب الاشتراكي، لكن نتائج التصويت أظهرت تسرّبًا واضحًا من داخل الكتلتين. مصادر من داخل الائتلاف أرجعت ذلك إلى امتعاض نواب لم يتم منحهم مناصب حكومية، فيما أظهرت استطلاعات سابقة أن شريحة واسعة من قواعد الحزب الاشتراكي لا ترى في ميرتس شخصية مناسبة لقيادة الحكومة.

وعقب إعلان النتيجة، تم تعليق الجلسة البرلمانية لتمكين الكتل من التشاور بشأن الخطوات القادمة. ووفقًا للدستور الألماني، يمنح البرلمان مهلة تمتد حتى 14 يومًا لمحاولة انتخاب المستشار مجددًا بالأغلبية المطلقة، وإن لم يُنتخب أي مرشح خلالها، يُعقد تصويت ثالث تُقبل فيه الأغلبية النسبية، مع منح رئيس الجمهورية صلاحية إما تعيين الفائز أو الدعوة لانتخابات مبكرة.
يُشار إلى أن زوجة ميرتس وبناته، إلى جانب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، تابعن الجلسة من على شرفة الزوار. ويبدو أن مصير زيارة ميرتس المزمعة إلى باريس ووارسو، والتي كانت مقررة غدًا الأربعاء، أصبح الآن مهددًا بالتأجيل بعد هذه الانتكاسة السياسية المفاجئة.