
أقرت مدينة فيينا في أواخر عام 2024 استراتيجيتها الرقمية للتعليم، فاتخذت بذلك خطوة حاسمة نحو تحديث وسائل التواصل في قطاع الطفولة والمدارس. التطبيق الجديد «ويينَر بيلدونغس بوست» المسمى اختصاراً WiBi يوفّر منصة موحّدة للتواصل الرقمي بين الأهالي والهيئات التربوية في رياض الأطفال والمدارس والحضانات التابعة للمدينة. يعتمد هذا التطبيق على خبرة شركة فوكس إديوكيشن، المطوّرة لتطبيقي KidsFox وSchoolFox، لكنه صُمّم خصيصاً ليلائم احتياجات فيينا ويقدَّم بواجهة مألوفة يسهل التعامل معها حتى لمن يستخدمه للمرة الأولى. التطبيق متاح بسبع وعشرين لغة وسيُعمَّم ابتداءً من خريف 2025 في جميع رياض الأطفال والمدارس الإلزامية والمراكز اللامدرسية التابعة للمدينة.
نائبة العمدة وعضو مجلس التعليم، بيتينا إيمرلينغ، أوضحت أن التطبيق يوفر قناة آمنة ومتعددة اللغات تسهّل التواصل بين المدارس والأهل، وتخفف عن المعلمين أعباء الرسائل الورقية وتوحّد الإجراءات الإدارية، مما يسمح لهم بالتركيز أكثر على العمل التربوي. يتيح WiBi تبليغ غيابات التلاميذ، وتبادل التنبيهات التنظيمية، وجدولة المواعيد، وتوثيق الأنشطة بالصور، مع ترجمة فورية إلى سبع وأربعين لغة. وفي رياض الأطفال يساعد التطبيق على رصد الحاجة إلى رعاية الأطفال خلال العطل، ويقدّم حافظات إلكترونية توثق تطور كل طفل. أما في المدارس فيبرز دور الجداول الرقمية وتنظيم لقاءات أولياء الأمور.
مسؤولة الرقمنة في فيينا، أوللي سيما، شددت على أن المشروع يجسّد رؤية المدينة في جعل التحول الرقمي ملموساً في الحياة اليومية للسكان. يجرى تنفيذ WiBi تحت إشراف إدارة «فيينا الرقمية» بالتنسيق مع دوائر رياض الأطفال والمدارس الإلزامية، ويستهدف نحو مئة وخمسين ألف وليّ أمر وما يقارب أحد عشر ألف موظف تعليمي.

كذلك أشار عضو المجلس البلدي يورغ نويماير إلى أن التطبيق يشكّل دعامة رئيسية للاستراتيجية الرقمية للتعليم، ضمن خطة «الأجندة الرقمية 2030». توفّر فيينا حالياً مقاعد لأكثر من سبعة وثلاثين ألف طفل في نحو ثلاثمئة وخمسين روضة وحضانة، كما تحتضن أكثر من مئة وثلاثين ألف تلميذ في أكثر من أربعمئة مدرسة إلزامية.
في السياق نفسه أوضح كليمينس هيمبله، رئيس قسم المعلومات في فيينا، أن هدف المدينة هو دعم العملية التعليمية عبر أدوات رقمية يسهل الوصول إليها، تعزز الثقة والمشاركة. شركة فوكس إديوكيشن، التي تستخدم منصاتها آلاف المؤسسات في النمسا وألمانيا، ترى في التعاون مع فيينا خطوة كبرى نحو تبسيط التواصل بين جميع الأطراف المعنية وتعزيز مسيرة التعلم لكل طفل، بحسب ما أكده مديرها التنفيذي فيليب فِنت.
فيينا، النمسا بالعربي.