
فيما تبقّى أسبوعان فقط على انتخابات مجلس بلدية فيينا وبرلمانها المحلي، تسود حالة من التشاؤم بين الناخبين، حيث عبّر 53% عن رؤيتهم السوداوية للأشهر المقبلة، مقابل 19% فقط ينظرون بتفاؤل، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد “ماركت” لصالح صحيفة “دير ستاندارد”.
وأظهر الاستطلاع أن الحزب الاشتراكي الاجتماعي (SPÖ) لا يزال الأقوى في العاصمة، متقدّمًا بنسبة 38%، وإن سجّل تراجعًا بثلاث نقاط مقارنة بانتخابات 2020 التي حصل فيها على 41.6%. هذا الانخفاض يرتبط، بحسب الباحث الانتخابي دافيد فارهوفر، بتراجع شعبية العمدة ميخائيل لودفيغ، التي بلغت ذروتها عام 2022 بنسبة 48%، قبل أن تهبط حاليًا إلى 36%.
في حين يحافظ الحزب على قاعدته في مختلف الفئات العمرية، إلا أن مسؤوليته المباشرة عن إدارة المدينة تجعله أيضًا في مرمى انتقادات المتشائمين، إذ يرى 72% أن الحزب هو الطرف المسيطر في الحكومة المحلية، ما يحمّله تبعات الوضع الراهن.
أما الخاسر الأكبر فيبدو أنه حزب الشعب (ÖVP)، الذي تراجع في استطلاع الرأي إلى 11% فقط بعد أن حلّ ثانيًا في انتخابات 2020 بـ20.4%، هذه الفجوة تعكس ابتعاد الناخبين عنه في غياب شخصيات مؤثرة كالمستشار السابق سيباستيان كورتس أو وزير المالية الأسبق غيرنوت بلومل، ولا يحظى الزعيم الحالي للحزب في فيينا، كارل ماهر، إلا بـ 4% من التأييد في حال جرت انتخابات مباشرة لرئاسة البلدية، مما يجعله أقرب إلى مرشحي الأحزاب الصغيرة.
بالنسبة لحزب الخضر، فهو مهدد بخسارة مركزه الثالث، إذ يتراجع إلى 12% بعد أن حصل على 14.8% في الانتخابات السابقة. ينافسه على هذا المركز كل من حزب الشعب والنيوز (NEOS)، الذين يتقاربان معه في الاستطلاعات. وتجدر الإشارة إلى أن قاعدة الخضر الانتخابية تتسم بأنها شابة ومتعلمة، ما يضمن لها بعض الاستقرار.
في حين يسجل حزب “النيوز”، الشريك في الحكومة المحلية الحالية،تقدمًا لافتًا، إذ يرتفع من 7.5% إلى 11% وفقًا للاستطلاع، رغم تغير القيادة الحزبية ودخول سيلما أراپوفيتش كمنافسة جديدة. ورغم أنها لا تحظى بشعبية شخصية كبيرة حتى الآن، إلا أن عدم تحميل حزبها مسؤولية الإخفاقات الحكومية أسهم في تحسين صورته.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت من حزب الحرية (FPÖ)، الذي يبدو أنه سيحقق اختراقًا كبيرًا بعد انهياره في 2020 بسبب فضيحة “إيبيزا” وقضايا التمويل. إذ تشير التوقعات إلى وصوله إلى 21%، محتلاً بذلك المركز الثاني. زعيمه دومينيك نيپ يحظى بنسبة 17% في نوايا التصويت المباشر للعمدة، خلف لودفيغ فقط، مما يجعله منافسًا جديًا.
أما حزب هاينتس-كريستيان شتراخه (HC)، فهو بعيد عن المنافسة، مع تأييد لا يتجاوز 2% لحزبه و5% له شخصيًا.
وفيما يتعلق بالحزب الشيوعي (KPÖ)، فهو يقترب من دخول البرلمان المحلي بنسبة 4%، لكن دون تجاوز العتبة القانونية البالغة 5%.
يُذكر أن الأرقام النهائية قد تتأثر بحقيقة أن الكثير من الناخبين لا يتذكرون بدقة لمن صوتوا سابقًا. فعلى سبيل المثال، أفاد 14% بأنهم صوتوا للحرية في 2020، في حين لم يحصل الحزب آنذاك إلا على 7.1%. هذه الظاهرة، بحسب فارهوفر، دليل على مدى تغيّر المشهد السياسي في السنوات الأخيرة.
النمسا بالعربي.