
أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في خطاب متلفز أنه سيطرح قريبًا مسألة الثقة في حكومته داخل البرلمان، وذلك بعد فوز المرشح المحافظ كارول نافروتسكي بمنصب الرئاسة وهزيمة الليبرالي رافاو ترزاسكوفسكي المدعوم من معسكر توسك. واعتبر توسك أن المرحلة القادمة ستتطلب “وحدة وشجاعة” من تحالفه الثلاثي الحاكم، وأن التصويت على الثقة سيكون أول اختبار حقيقي لهذا التماسك.
الهزيمة الانتخابية تمثل ضربة قوية للحكومة المؤيدة لأوروبا، حيث وصف رئيس حزب “القانون والعدالة” ياروسواف كاتشينسكي نتائج الانتخابات بأنها “بطاقة حمراء” لحكومة توسك، داعيًا إلى استقالتها.
توسك، الذي يقود منذ نهاية 2023 تحالفًا من الوسط واليسار، أكد أن حكومته لن تتراجع رغم المعوقات، وقال: “سيتضح للجميع أن الحكومة لا تنوي التراجع ولو خطوة واحدة”. ورغم دعوته للتعاون مع الرئيس الجديد “حيثما يكون ذلك ضروريًا وممكنًا”، إلا أن توترًا متزايدًا متوقع، خاصة في ظل صلاحيات الرئيس الواسعة التي تشمل تعيين رئيس الوزراء واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القوانين. هذا الفيتو لا يمكن تجاوزه إلا بأغلبية برلمانية من 60% لا يملكها الائتلاف الحالي.
وتشير التوقعات إلى أن الرئيس الجديد نافروتسكي، المدعوم من التيار اليميني المحافظ، سيواصل نهج سلفه في تعطيل مشاريع الحكومة لإصلاح القضاء واستعادة دولة القانون، ما ينذر بمرحلة سياسية شديدة الاستقطاب في بولندا.
فيينا، النمسا بالعربي.