
تناولت الصحف العالمية تشكيل الحكومة النمساوية الجديدة بين حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) وحزب نيوس (NEOS) بتفسيرات متباينة، حيث أغلبها أن التحالف الجديد يعكس ضرورة التوصل إلى تسويات سياسية لتجنب صعود اليمين المتطرف.
بدءاً بصحيفة “Süddeutsche Zeitung” الألمانية التي رأت أن الاتفاق الحكومي “عمل فني انتقائي”، يجمع بين سياسات الهجرة المحافظة، والأولويات الاشتراكية الديمقراطية مثل فرض ضريبة على البنوك، والمطالب الليبرالية بتقليص حجم الدولة، وأكدت الصحيفة أن نجاح هذه السياسات يعتمد على توفر الموارد المالية، مشيرة إلى أن النمسا، كغيرها من الدول الأوروبية، تعاني من نقص في الميزانية.
أما صحيفة “Frankfurter Allgemeine Zeitung” فاعتبرت أن التوصل إلى الاتفاق الحكومي بعد شهور من الجمود السياسي يُظهر أنه عندما تتوفر الإرادة السياسية، يمكن تحقيق توافق سريع. لكنها شددت على أن نجاح أي حكومة يعتمد على قدرتها على العمل المشترك، وليس فقط على نصوص الاتفاقيات السياسية.
في فرنسا، وصفت صحيفة “Le Monde” الحكومة الجديدة بأنها “ائتلاف هش ضد اليمين المتطرف”، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي للتحالف كان منع حزب الحرية النمساوي (FPÖ) اليميني المتطرف من الوصول إلى السلطة. في حين أبدت “Libération” ارتياحها لأن النمسا لم تحصل على “مستشار الشعب”، في إشارة إلى الزعيم اليميني المتطرف هربرت كيكل، الذي تم منعه من قيادة الحكومة بعد انهيار مفاوضاته مع حزب الشعب النمساوي.
في الولايات المتحدة، حذرت “The New York Times” من أن الحكومة الجديدة تبدأ عملها في ظروف صعبة، حيث لا يزال حزب الحرية النمساوي يتمتع بشعبية كبيرة، مستغلاً مخاوف الناخبين بشأن الاقتصاد والهجرة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الجديدة تبنت بعض سياسات حزب الحرية، مثل تقييد لمّ شمل أسر اللاجئين وحظر الحجاب للفتيات الصغيرات، في محاولة لمواجهة صعود اليمين المتطرف.

أما في إسبانيا، رأت “La Vanguardia” أن تشكيل الحكومة الجديدة يمثل بارقة أمل لأوروبا في ظل تصاعد التيارات اليمينية المتطرفة في القارة، بينما أكدت “Corriere della Sera” الإيطالية أن التحالف الجديد يشكّل “حاجزًا هشًا ضد اليمين المتطرف”، وأن مهمته الأساسية ستكون منع حزب الحرية من الاستفادة من الأوضاع السياسية والاقتصادية في المستقبل.
على الصعيد الاقتصادي، سلطت الصحف الإيطالية مثل “Il Sole 24 Ore” الضوء على التحديات المالية التي تواجه الحكومة الجديدة، مشيرة إلى أن النمسا تعاني من ركود اقتصادي منذ عامين، وتعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، وهو ما سيؤثر على قدرة التحالف على تنفيذ برامجه الإصلاحية.
النمسا بالعربي.