
شهد حزب الخضر النمساوي يوم الأحد تحولًا كبيرًا في قيادته، حيث تم انتخاب ليونوره غيفسلر، وزيرة البيئة السابقة، رئيسة جديدة للحزب بنسبة تأييد بلغت 96,76 بالمئة من أصوات مندوبي المؤتمر الوطني الذي عقد في مركز معارض فيينا. جاء ذلك بعد أن قرر الرئيس المنتهية ولايته، فيرنر كوغلر، التنحي من منصبه بعد نحو ثماني سنوات من قيادة الحزب، مكتفيًا بمقعده في البرلمان.
وكان المؤتمر، الذي حمل شعار “الخضر يصمدون”، قد افتُتح بتقرير عن الوضع المالي للحزب، حيث تم استعراض التحول من أزمة مالية خانقة عام 2017 حين بلغت الديون خمسة ملايين يورو إلى فائض مالي مقداره 1,2 مليون يورو بنهاية 2024.
وفي خطابها الأول بعد إعلان النتيجة، أكدت غيفسلر أنها تتولى المسؤولية “بقدر كبير من الاحترام”، مشيرة إلى أن قيادتها للحزب ستكون مختلفة عن تجربتها كوزيرة. وأوضحت أن هدفها الأساسي هو إعادة حزب الخضر إلى قوته الانتخابية السابقة من خلال “الإنصات أكثر لما يحتاجه الناس وما يتوقعونه منا”، في إشارة إلى التراجع الذي سجله الحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة بنسبة 8,2% مقارنة بـ13,9% في 2019.

وذكّرت غيفسلر بالأزمات التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، بدءًا من جائحة كورونا، مرورًا بالحرب في أوكرانيا، وصولًا إلى أزمة الحكومة المرتبطة بالمستشار السابق سيباستيان كورتس. وأكدت أن حزبها سيعمل على تجاوز الصورة النمطية التي تربط “الخُضر” بالمثالية البيئية الصارمة، قائلة: “لسنا حزبًا يفرض على الناس كيف يعيشون… بل نريد أن نكون حزب الأمل”.
وأشارت غيفسلر إلى أن الكثير من المواطنين يشعرون بعدم الارتياح في التعبير عن آرائهم أمام الخضر، خصوصًا في قضايا مثل الهجرة والتعليم، مؤكدة أن هذا الفجوة ستُعالج من خلال خطاب أكثر انفتاحًا وقربًا من الشارع.
كما وجّهت انتقادات مباشرة إلى الحكومة الحالية وحزب الحرية اليميني المتطرف، مؤكدة أن الخضر سيواصلون معارضة السياسات التي يرونها غير عادلة أو مضرة بالمناخ. وقالت: “نحن في المعارضة الآن… لكن إذا كان هناك هراء سياسي، سنقف ضده بقوة”.
من جانبه، ألقى كوغلر خطاب وداع طويل استعرض فيه مسيرة الحزب منذ انتكاسة 2017 حتى عودته إلى البرلمان والمشاركة في الحكومة، ثم مرحلة العودة إلى صفوف المعارضة. ووجّه نصيحة أخيرة لخلفيته بقوله: “البوصلة ستبقى دائمًا: البيئة، العدالة، حقوق الإنسان، الاقتصاد العقلاني، الديمقراطية والتكامل الأوروبي… وهذه لا يمكن تحقيقها إلا مع الخضر”.
وفي ختام المؤتمر، تم انتخاب بقية أعضاء القيادة الجديدة للحزب، من بينهم هيلغا كريسمر، باربارا نيزلر، ألما زاديتش، بيتر كراوس، وستيفان كاينيدر، إلى جانب بيرنهارد زايتس كمسؤول مالي. كما تقرر إلغاء منصب الأمانة العامة بعد الخروج من الحكومة.