Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار النمسا

مرشحة الخضر لانتخابات فيينا تدعو لرسوم مضاعفة على سيارات الدفع الرباعي وحق التصويت لغير المجنسين

جوديت بيرينغر تؤيد نموذج باريس لفرض رسوم مضاعفة على السيارات الكبيرة، وتدعو إلى إصلاحات ديمقراطية وبيئية واجتماعية، مؤكدة أن مواجهة أزمة المناخ تبدأ من المدينة

في حوار مع وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أعربت جوديت بيرينغر، المرشحة الأولى لحزب الخضر في انتخابات بلدية فيينا، عن تأييدها لفرض رسوم مواقف أعلى على سيارات الدفع الرباعي (SUV)، على غرار ما تم اعتماده في العاصمة الفرنسية باريس، حيث أصبحت تكلفة ركن سيارة SUV ثلاثة أضعاف تكلفة ركن سيارة صغيرة. ترى بيرينغر أن هذه الخطوة مبررة، لأن السيارات الكبيرة “تحتل مساحة غير متناسبة من المجال العام، الذي يجب أن يكون متاحاً للجميع”.

ورغم أنها لم تقدم حالياً اقتراحًا محددًا بشأن أسعار أو تصنيفات رسوم المواقف في فيينا، إلا أنها شددت على أن “الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات”، خاصة وأن بيانات نادي النقل النمساوي VCÖ تشير إلى أن فيينا شهدت العام الماضي أكبر عدد من تسجيلات سيارات SUV الجديدة في البلاد.

وربطت بيرينغر  بين هذه الإجراءات والسياسات البيئية التي ترى أنها ضرورية لتحقيق الأهداف المناخية التي حددتها المدينة لنفسها. من بين الخطط التي يدعمها حزب الخضر: إعادة تصميم شارع “تسوايرلاينيه” لصالح المشاة والدراجات في إطار بناء خط مترو جديد، تقليص المسارات المخصصة للسيارات على شارع “غورترينغ”، وتوسعة شبكة المواصلات العامة بإضافة 17 خط ترام جديد.

وفيما يتعلق بسياسة التنقل في وسط المدينة، لم تؤكد بيرينغر بشكل قاطع استمرار مطلب “ضريبة دخول المدينة” (Citymaut)، لكنها شددت على أولوية مشاريع التهدئة المرورية للمنطقة الداخلية أولاً، مشيرة إلى أن الأمور تُنجز “خطوة بخطوة”.

البيئة كعدالة اجتماعية: الزراعة الحضرية وزرع 100 ألف شجرة

أعادت بيرينغر التأكيد على أن حماية المناخ تشكل محوراً رئيسياً في برنامجها، وتدعو إلى زرع 100 ألف شجرة جديدة في فيينا بحلول عام 2030، وهو ما يمثل أربعة أضعاف المعدل الحالي. ترى بيرينغر أن تظليل المساحات العامة وتبريد المدينة في الصيف أصبح من الضرورات الاجتماعية، خاصة أن “الأشخاص المتضررين من الفقر غالباً ما يعيشون في مبانٍ ضعيفة العزل، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل أكبر”. وبينما لا يملك الجميع شرفات أو منازل في الريف للهرب من الحر، فإن التكييف البيئي للمجال العام بات مسألة مساواة.

في هذا السياق، وجهت بيرينغر انتقادات حادة لمشروع نفق لوباو، الذي تدافع عنه SPÖ، ووصفته بـ”حصان ميت”. وذكّرت بأن المشروع يكلّف 6 مليارات يورو سيتم دفنها تحت محمية طبيعية في قلب فيينا، داعية إلى استثمار هذه الأموال في “مشاريع مستقبلية”، خاصة في ظل حاجات تقشفية على المستوى الاتحادي.

مقترحات حزب الخضر لزيادة عدد الترامات في العاصمة فيينا
Bild: Grüne Wien مقترحات حزب الخضر لزيادة عدد الترامات في العاصمة فيينا

إصلاحات ديمقراطية: المطالبة بحق التصويت للمقيمين دون جنسية نمساوية

كما أبرزت بيرينغر نقطة تراها “فضيحة ديمقراطية”، وهي أن حوالي 35% من سكان فيينا محرومون من حق التصويت في الانتخابات البلدية بسبب عدم امتلاكهم للجنسية النمساوية، رغم أن العديد منهم وُلدوا ونشأوا في المدينة. تقترح المرشحة الخضراء ربط الحق في التصويت البلدي بمدة الإقامة المُسجلة بدلاً من الجنسية، بحيث يتم منح هذا الحق لكل من يعيش في المدينة منذ عشر سنوات على الأقل.

أما على صعيد التعليم، ترى بيرينغر أن الوضع في مدارس فيينا مقلق، محمّلة المسؤولية لشركاء الحكومة المحلية، وخصوصًا حزب NEOS الذي يدير ملف التعليم. أظهرت إحصائيات أن 45% من تلاميذ الصف الأول الابتدائي لا يتقنون اللغة الألمانية بشكل كافٍ للالتحاق بالدرس، رغم أن 80% منهم قضوا عامين أو أكثر في رياض الأطفال. هذه المعطيات تشير، حسب بيرينغر، إلى “فشل واضح في النظام التعليمي”. وتطالب بزيادة دعم تعليم اللغة، وتحقيق توازن أكبر في توزيع التلاميذ حسب اللغة الأم بين المدارس.

ومع توقعات بعجز مالي قدره 3.8 مليار يورو في ميزانية فيينا لهذا العام، أكدت بيرينغر أن مجالات مثل التعليم، والرعاية، والخدمات الاجتماعية لا يمكن المساس بها في مدينة آخذة في النمو. وأشارت إلى ضرورة التفاوض على اتفاق تمويلي جديد مع الحكومة الاتحادية. من وجهة نظرها، يمكن تحقيق توفير مالي من خلال نموذج تمويل صحي موحد عبر “تحالف صحي لمنطقة شرق النمسا”، على غرار “تحالف النقل VOR” القائم حاليًا.

الطموح السياسي بعد 27 أبريل

ورغم عدم تحديدها لهدف انتخابي رقمي بعد تسجيل حزبها 14.8% في انتخابات 2020، إلا أن بيرينغر تطمح إلى أن “يكون لحزب الخضر دور لا يمكن تجاوزه في فيينا”، وتدعو إلى عودة التحالف بين الحزب الاشتراكي والخضر كبديل عن ما تعتبره “جمودًا” في التحالف بين الاشتراكيين والنيوليبراليين أو “ماضٍ إسمنتي” مع المحافظين.

وتحتفظ بيرينغر بعلاقة جيدة مع العمدة ميخائيل لودفيغ، وتمدحه بسبب معرفته التاريخية، ومواقفه الحازمة ضد معاداة السامية والفاشية، قائلة: “إنه شخص ذواق – وأنا كذلك”. أما بشأن مستقبلها السياسي في حال بقاء حزب الخضر في المعارضة، فتجيب: “هذه أسئلة يمكن الإجابة عنها بشكل أفضل بعد 27 أبريل”.

النمسا بالعربي.

مقالات ذات صلة