من اللجوء إلى السياسة المحلية: الشاب السوري جعفر بمبوق يترشح لمجلس مدينة فيينا

Credits: Karo Pernegger جعفر بمبوق، الناشط في حزب الخضر والمرشح للانتخابات المحلية الفييناوية

بين سنوات الدراسة والعمل، وتجربة اللجوء والانخراط في المجتمع النمساوي، تشكّلت ملامح رؤية جعفر بمبوق، الشاب السوري البالغ من العمر 26 عامًا، الذي اختار أن يخوض العمل السياسي مبكرًا ضمن صفوف حزب الخضر. يحمل جعفر شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة فيينا بدرجة امتياز، ويتابع حاليًا دراسة الماجستير في السياسات الدولية في الأكاديمية الدبلوماسية النمساوية.

وصل جعفر إلى النمسا عام 2014، وكان حينها في الخامسة عشرة من عمره. لم يكن بصحبته أحد من أفراد عائلته، وكان ذلك بداية رحلة مختلفة في بلد جديد. يقول: “قدومي إلى النمسا كان أشبه بفرصة نجاة، لكنني كنت أحمل معي أثقالاً لم أتركها خلفي، وقرارات كنت أشعر أن عليّ أن أكمّلها في مكان آخر، عبر العمل والفعل، لا فقط الذاكرة.”

وبعد سنوات قليلة، أنهى دراسته الثانوية في فيينا، والتحق بكلية العلوم السياسية في جامعة فيينا، حيث كتب رسالته حول النظريات السياسية، ثم واصل دراسته في الأكاديمية الدبلوماسية، حيث يتابع حاليًا ماجستيرًا في السياسات الدولية.

لكن الحياة الجامعية لم تكن منعزلة عن الميدان السياسي. فقد أسّس عام 2019 منظمة شباب حزب الخضر، وترأّسها لأربع دورات انتخابية متتالية، كما كان سفيرًا للاندماج لعدة سنوات ضمن برامج دائرة ÖIF، حيث زار المدارس وتحدّث مع الطلاب من أصول مهاجرة عن أهمية التعليم واللغة والانخراط المجتمعي.

يقول جعفر إن ما دفعه إلى الترشح ليس الطموح الفردي، بل الشعور بالمسؤولية تجاه الجالية، وتجاه قضايا يراها حاضرة في كل شارع وحي. “نحن جزء من هذا المجتمع، ومن الطبيعي أن نشارك في صياغة مستقبله، خاصة في وجه التيارات المتطرفة التي تحاول حصر الانتماء أو المواطنة في لون أو أصل.”

وعن دوافع الترشح، يقول جعفر: “العمل السياسي بالنسبة لي ليس طارئًا، بل امتداد لتجربة شخصية عشتها منذ الطفولة. قررت أن أكون فاعلًا لا متفرجًا، وأن أُسهم في تحسين السياسات المحلية خصوصًا في ما يتعلق بالاندماج، حقوق المهاجرين، والتصدي للخطابات المتطرفة” ويضيف: “أنا لا أعتبر نفسي استثناءً في جيلي، بل صوتًا من أصوات كثيرة تسعى للمشاركة وصناعة الفرق.”

في برنامجه الانتخابي، يضع جعفر ثلاث أولويات أساسية:
التصدي للعنصرية؛ تعزيز الاندماج الحقيقي عبر دعم التعليم والتأهيل المهني؛ والمطالبة بتسريع إجراءات الحصول على الجنسية النمساوية، خاصة في دائرة MA 35، بما يتيح للمهاجرين حقوقًا سياسية متساوية تعزز من شعورهم بالانتماء.

ويضيف: “الاندماج ليس طريقًا باتجاه واحد، بل عملية متبادلة. على المؤسسات أن تدرك أن الاستثمار في الجاليات هو استثمار في استقرار المجتمع كله.”

كما يتحدث عن مشروعه البيئي الذي يتضمن خطة لزراعة 100,000 شجرة في فيينا، وتوسيع المساحات الخضراء، إلى جانب تحسين خدمات النقل العام بأسعار مناسبة وجودة عالية.

ورغم صغر سنّه، لا يتعامل جعفر مع السياسة باعتبارها ساحة للمنافسة فقط، بل مساحة للعمل المجتمعي المستدام، ويروي بحماس عن مشروعه “معاً ننجح في الاندماج”، الذي يوثّق قصص نجاح فردية داخل الجاليات، لتكون مصدر إلهام وتشجيع على التفاعل الإيجابي.

وفيما يتعلق بواقع الجاليات، يرى جعفر أن فيينا كانت وما زالت مدينة متنوعة الثقافات، مشيرًا إلى أن محاولات بعض التيارات العنصرية للتضييق على المهاجرين “تصطدم بطبيعة المدينة المنفتحة وتاريخها الطويل في استقبال الوافدين.”

أما عن رسالته للناخبين، فهي واضحة: “شاركوا في الانتخابات، ارفعوا أصواتكم، لا تتركوا غيركم يقرّر عنكم. هذه مدينتكم، وصوتكم هو وسيلتكم لصناعة التغيير.”

وحين سألناه إن كان سيواصل العمل إن لم يُنتخب، أجاب ببساطة: “تعلمت من الثورة السورية أن الاستسلام ليس خيارًا. السياسة والعمل المجتمعي جزء من هويتي، وسأواصل هذه الطريق مهما كانت النتيجة.”

الورقة الانتخابية لجعفر بمبوق، الناشط في حزب الخضر والمرشح للانتخابات المحلية الفييناوية

كيف تصوّت لجعفر بمبوق؟

🟢 في ورقة الانتخابات الرئيسية (Gemeinderat):

يمكنك إعطاء صوتك التفضيلي لـ جعفر بمبوق (Jaafar Bambouk) في الخانة المخصّصة لمرشحي المدينة:🔺 الخانة الثانية (für die Stadt)المشار إليها بالسهم الأحمر، بغض النظر عن منطقتك السكنية.
وإذا كنت من سكّان المناطق التالية:
- المنطقة الثانية – Leopoldstadt
- المنطقة الرابعة عشر – Penzing
- المنطقة السادسة عشر – Ottakring
يمكنك أيضاً منحه صوتاً تفضيلياً إضافياً في:🔷 الخانة الأولى (für den Bezirk/Wahlkreis)

المشار إليها بالسهم الأزرق.