كشفت النتائج شبه الرسمية عن فوز تحالف المحافظين الألمان أو ما يعرف بـ«الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه الاتحاد المسيحي الديمقراطي في بافاريا» بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس وحصل علي ٢١٦ مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها ٥٩٨، وهو ما يساوي ٣٣٫١٪من إجمالي الأصوات لتبصح ميركل بذلك مستشارة للبلاد لفترة رابعة، لكن من خلال أسوأ نتائج لحزبها في تاريخه.
وذكرت إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله» وقناتا «إيه آر دي» و«زد دي إف» الألمانيتين أن حزب الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة مارتين شولتز حل في المرتبة الثانية بنسبة لم تتجاوز ٢١ ٪ ليحصل علي ١٣٤ مقعدا فقط، في حين حقق «البديل من أجل ألمانيا»اليميني المتشدد اختراقا تاريخيا بحصد ٨٩ مقعدا أي ما يساوي ١٣٫٣٪، متجاوزا عتبة الـ ٥٪ التي تخوله لدخول البرلمان الألماني للمرة الأولي منذ إنشاء هذا الحزب عام ٢٠١٣ وليصبح ثالث أقوي حزب في البلاد، وتلاه الليبراليون الديمقراطييون بـ ٧٠ مقعدا والخضر ٦٢ مقعدا، وأخيرا حزب «دي لينكه» اليسار الراديكالي ٦٠ مقعدا بنسبة ٩٪ .
وفور إعلان تلك النتائج، أقر شولتز زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بهزيمة حزبه، ونقلت إذاعة «صوت ألمانيا» عنه قوله «كان يوما صعبا لنا، أتوجه بالشكر لكل من صوت للحزب وكل من شارك في الحملة الانتخابية»، وأكد اعتزامه البقاء في رئاسة حزبه وقيادة المعارضة في بلاده والاستمرار في الدفاع عن قيم ومبادئ الحزب والديمقراطية. كما وقعت مواجهات بين المئات من أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني ومنتقديه في ساحة ألكسندر بلاتس بوسط برلين بعدما أظهرت النتائج الأولية دخوله إلي البرلمان للمرة الأولي في تاريخه.
ومن جانبها، أقرت ميركل بأن حزبها المحافظ لم يحقق النتيجة المرجوة في الانتخابات التشريعية مع اعترافها أيضا بأنها تواجه «تحديا جديدا كبيرا» يتمثل في دخول اليمين المتشدد للمرة الأولي إلي البرلمان. وقالت أمام أنصارها في برلين : «أنا سعيدة» بالفوز، لكننا كنا نأمل بنتيجة أفضل». وأضافت قائلة : «نواجه تحديا جديدا كبيرا يتمثل في دخول حزب البديل لألمانيا إلي البرلمان «البوندستاج»، ووعدت «بإعادة كسب هؤلاء الناخبين والناخبات» الذين صوتوا لليمين القومي.كما أعلن فولكر كاودر زعيم الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي بقيادة ميركل أن من حق تحالفه تشكيل الحكومة الألمانية المقبلة، مؤكدا أنه كان يأمل في الحصول علي نتيجة أفضل، لكنه علي أية حال قد حقق الهدف من الانتخابات.
وعلي الصعيد الداخلي، هنأ أنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي المستشارة الألمانية ميركل بفوزها في هذه الانتخابات، وكتب تاجاني ـ في تغريدة علي تويتر ـ «مبروك أنجيلا ميركل ، ستبقي ألمانيا مرتبطة بفكرة أوروبا ، والآن بات علينا إجراء إصلاحات أوروبية».
وعلي صعيد رصد ردود الأفعال الدولية، هنأت إيرنا سولبرج رئيسة حكومة النرويج المستشارة الألمانية ميركل بفوزها مجددا في هذه الانتخابات، كما هنأها ستيفان لوفن رئيس الوزراء السويدي بالفوز، وكتب في تغريدة عبر موقع تويتر قائلا: «هنأت أنجيلا ميركل علي انتصارها اليوم. أتطلع إلي الاستمرار في التعاون الوثيق بيننا».
وأضاف: «نحتاج إلي العمل معا من أجل أوروبا قوية وديمقراطية». في المقابل، اعتبر كارل بيلدت وزير الخارجية السويدي السابق أن عملية تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا «تبدو أنها ستكون مهمة شاقة ومعقدة». كما هنأت السياسية الفرنسية مارين لوبان حزب البديل من أجل ألمانيا « بالنتيجة التاريخية» التي حققها الحزب اليميني الشعبوي في الانتخابات.