أخبار النمسا

هربرت كيكل في حوار تلفزيوني: معجب بسياسة ترامب في ترحيل المهاجرين

رئيس حزب الحرية (FPÖ) يطلّ في اللقاء التلفزيوني الأخير لهذا الصيف مدافعًا عن مواقفه التقليدية مستخدمًا لغة حادة وصورًا مجازية حول "الجسد الشعبي النمساوي"

جلس هربرت كيكل، زعيم حزب الحرية (FPÖ)، على شرفة ORF الخضراء في الحلقة الختامية من سلسلة “الحوارات الصيفية” لهذا العام مع الصحفي كلاوس فيبهوفر، مستغلًا الساعة المخصصة له لتكرار مواقفه المعروفة وإبراز صورته كسياسي معارض لا يهادن. وقدّم نفسه على نحو غير مألوف بقوله إنه يشبه “فرقة موسيقية ناجحة” تختفي فترة ثم تعود إلى الجمهور بجولة جديدة، في إشارة إلى غيابه الإعلامي السابق.

كيكل تحدث كثيرًا وبإسهاب حتى أن فيبهوفر اضطر مرارًا لقطع سيل كلماته، لكنه لم ينجح دائمًا. فزعيم حزب الحرية شنّ هجومًا مطولًا على ما أسماه “تحالف الخاسرين” في الحكومة، وأشاد بصلابة مواقفه الشخصية، مؤكدًا أن التنازلات يمكن أن تكون في قضايا ثانوية مثل اختيار مكان العطلة، لكن لا مكان لها في “المسائل المبدئية”.

اللافت أن كيكل لجأ بكثرة إلى استعارات طبية لتوضيح رؤيته الاقتصادية. اعتبر أن الوضع الراهن يحتاج إلى “إجراءات إسعاف أولي” مثل خفض ضريبة القيمة المضافة وتقليص تكاليف الأجور الجانبية، مؤكدًا أن الاقتصاد يمثل “جهاز الدورة الدموية لجسدنا”، وأن المريض – أي الاقتصاد – يجب أن يُنقل من “منطقة الخطر”. شدد أيضًا على ضرورة استعادة الثقة والمصداقية، قائلاً: “لا أحد يذهب إلى الطبيب نفسه الذي أخطأ في علاجه”.

أما في ملف السياسة المالية فقد دعا إلى خفض الإنفاق في مجالات المساعدات التنموية والبيروقراطية والدعم لأوكرانيا، ورأى أن أسعار الطاقة المرتفعة تعود إلى “تجريم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”، معلنًا أنه لا يعارض استيراد الغاز الرخيص من روسيا.

هربرت كيكل في جلسة للبرلمان النمساوي
APA/Helmut Fohringer هربرت كيكل في جلسة للبرلمان النمساوي

وفي الشأن الداخلي طرح كيكل فكرة استفتاء شعبي حول تبعية المستشفيات، هل تكون تحت إدارة الحكومة الفيدرالية أم حكومات الولايات، مدركًا أن مثل هذه الاستشارة الشعبية ليست ملزمة قانونيًا، لكنه تجنب التنويه إلى ذلك. كما أوضح إعجابه ببعض سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خاصة في ما يتعلق بترحيل المهاجرين غير الشرعيين والحد مما وصفه بـ”جنون قوس قزح المستيقظ”، لكنه نفى أن يكون من معجبيه المباشرين، وهاجم ما اعتبره “صحافة غير جدية” لمحاولة إلصاق هذا الوصف به.

في ملف الهجرة، الذي يُعد موضوعه المفضل، بدا كيكل مستاءً من أن الحوار لم يركز عليه. فوجه انتقادًا إلى ORF لعدم تخصيص “برنامج خاص كبير” عن الموضوع، وأعاد إلى ذاكرة جمهوره صور أزمة 2015 متحدثًا عن “عاصفة على الحدود” وعن “جرح نازف في الجسد الشعبي النمساوي”، وهي عبارة استعملها بوعي كامل لما تحمله من وقع على جمهوره اليميني.

فيينا، النمسا بالعربي.