
في مقابلة مع برنامج “ZiB 2″، تحدثت وزيرة الخارجية النمساوية الجديدة، بياته ماينل-رايسينغر (Neos)، عن موقفها من الحرب والسلام، مشيرة إلى أنها تلقت رسالة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارتها إلى كييف. أوضحت أنها تعهدت بتقديم مليوني يورو لمبادرة “الحبوب من أوكرانيا”، مؤكدة أن النمسا ستواصل دعم أوكرانيا في مسيرتها نحو السلام والانضمام إلى أوروبا. كما أشارت إلى أنها ستدرس دعم مشاريع أخرى، خاصة في قطاع التعليم.
عندما لفت المذيع شتيفان لينغلينغر إلى أن النمسا قدمت حتى الآن 800 مليون يورو كمساعدات لأوكرانيا، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بدول أوروبية أخرى، ردت ماينل-رايسينغر بدبلوماسية قائلة إن النمسا يمكن أن تفخر بما قدمته، مشيرة إلى أنها اطلعت شخصيًا على كيفية إنفاق هذه الأموال، وأكدت على الدور المهم الذي تلعبه المبادرات الخاصة في هذا الدعم.

واجهت الوزيرة انتقادات حادة من حزب الحرية النمساوي (FPÖ) بسبب موقفها الداعم لأوكرانيا، لكنها رفضت هذه الانتقادات بشدة، قائلة إن الحزب لديه “فهم مشوه تمامًا وغير منطقي للحياد”، لا يتوافق مع الدستور النمساوي. وأضافت: “الحياد العسكري لا يعني الحياد السياسي”، مشددة على أن مسؤوليتها هي حماية مصالح الشعب النمساوي، والتي تشمل تحقيق السلام الدائم والأمن والاستقرار. وحذرت من أن تجاهل ذلك يمنح روسيا الفرصة لمواصلة التصعيد.
عندما أشار المذيع إلى فوز حزب الحرية النمساوي في الانتخابات الأوروبية والتشريعية، أوضحت ماينل-رايسينغر أنها لا تستطيع تجاهل “التفسيرات الدستورية غير المنطقية” للحزب بشأن الحياد. وأكدت أن النمساويين يدركون جيدًا أن الحياد وحده لا يوفر الحماية، بل يجب ضمان الأمن والحرية.
فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، أعربت ماينل-رايسينغر عن أملها في أن تظل أمريكا شريكًا موثوقًا للنمسا وأوروبا، لكنها أقرت بأن العلاقة عبر الأطلسي تمر باختبار صعب. وأكدت أن أوروبا بحاجة إلى أن تكون أكثر استقلالية وأن تهتم بشؤونها، سواء اقتصاديًا أو دفاعيًا، مشيرة إلى أن القانون الدولي يجب أن يسود وليس “قانون الأقوى”. كما شددت على أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا لن تكون في مصلحة أي طرف.
حول موضوع الهجرة، أكدت أن الحلول لا يمكن تحقيقها من خلال الإجراءات الوطنية الفردية، بل من خلال التعاون الأوروبي. وأعربت عن دعمها لخطط مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة، ماغنوس برونر، قائلة إن كل مقترحاته تسير في الاتجاه الصحيح. وعندما سألها المذيع عن كيفية تعامل النمسا مع المهاجرين العابرين إلى ألمانيا إذا رفضتهم الأخيرة، تجنبت إعطاء إجابة واضحة، مشيرة إلى أنها ستنتظر نتائج المفاوضات الحكومية في ألمانيا.
أما بشأن الترحيل إلى سوريا، فقد رفضت إعطاء موقف حاسم، مشيرة إلى أن الوضع هناك غير مستقر للغاية، وأن الأحداث الأخيرة كانت “صادمة ومقلقة”. وطالبت بتحقيق مستقل، مؤكدة أن القضية ستناقش في اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الاثنين.
النمسا بالعربي.