قال الكاردينال النمساوي كريستوف شونبورن ان اوروبا “قد تفقد ارثها” المسيحي الديني بسبب “فتور” تعلّق المسيحيين بدينهم. وحذر اسقف فيينا البالغ 71 عاما، في مقابلة مع وكالة “ايه بي ايه”، من ان “المسيحية في اوروبا قد تفقد ارثها”، معربا عن اسفه لتراجع الحماسة الدينية لدى المسيحيين في اوروبا. وقال: “علينا الا نخشى الاسلام، بل علينا ان نخشى تراجع المسيحية”.
وكان الكاردينال شونبورن القى عظة قبل ايام اثارت جدلا، وتطرق فيها الى “محاولة ثالثة للاسلام لاجتياح اوروبا” بعد 333 عاما على حصار العثمانيين الثاني لفيينا العام 1683. وحرص اليوم على الايضاح انه اراد بكلامه هذا التركيز على الثغر في ممارسة الدين المسيحي نفسه.
وقال في مقابلته: “لا يمكننا ان نأخذ على المسلمين تمسكهم بدينهم. علينا ان نتساءل لماذا اصاب الفتور هذا العدد الكبير من المسيحيين عندنا”. واضاف: “اليوم، كل الناس في النمسا يعرفون ما هو رمضان. لكن من لا يزال يعرف ما صيام الجمعة؟ في هذه الحال، علينا الا نفاجأ اذا كان هناك مسلمون يعتبرون ان اوروبا باتت ضعيفة، وان دينهم هو الاقوى”.
وتابع: “افهم المسلمين الذين يقولون ان دينهم سيكون مفيدا لهذه الاوروبا التي تعاني الانحلال”، معتبرا في المقابل ان “المسيحية التي تتمتع بصدقية لن تخشى الاسلام”.
وتعتبر الكنيسة الكاثوليكية في النمسا من اهم الهيئات التي تستقبل مهاجرين في البلاد. واعلنت انها ستوزع 34 الف نسخة من كتيب خاص لاستقبال المهاجرين يشير “في شكل ايجابي الى الجذور المسيحية” للنمسا و”القيم” التي تميزها.
من جهة اخرى، اكد شوربورن عزمه على تعزيز الحوار مع المجموعة المسلمة المعتدلة في البلاد. ودعا الرئيس الجديد للجمهورية الذي سينتخب في كانون الاول المقبل الى الاقتداء بالتقليد الذي ارساه سلفه الاشتراكي الديموقراطي هاينز فيشر، ويقضي بدعوة ممثلين للمسلمين للاحتفال بعيد الفطر في القصر الرئاسي.
وكان مرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر اعلن انه لن يتقيد بهذا الامر في حال انتخابه رئيسا.