
أكد قادة الائتلاف الثلاثي، المستشار الفيدرالي كريستيان ستوكر (ÖVP)، ونائب المستشار أندرياس بابلر (SPÖ)، ووزيرة الخارجية بيتا ماينل-رايزينغر (NEOS)، في خطاباتهم أمام المجلس الوطني يوم الجمعة، على أهمية التسوية والتفاؤل، في الوقت الذي تعرضت به الحكومة الجديدة لانتقادات حادة من حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، في حين تفاعل حزب الخضر (Grüne) بشكل أكثر توازناً، حيث أشاد باستعداد الحكومة للحلول الوسط، لكنه انتقد تجاهل البرنامج الحكومي لقضايا البيئة.
واتهم زعيم حزب الحرية، هربرت كيكل (FPÖ)، الحكومة بأنها “أغلى حكومة في التاريخ” ووصفها بـ”وحش الجمود”، مشدداً على أن الانتخابات المبكرة كانت الخيار الأنسب، كما تبادل الانتقادات الحادة مع نائب المستشار بابلر (SPÖ).
من جهته، انتقد زعيم كتلة حزب الشعب، أوغوست وويغينغر (ÖVP)، موقف كيكل (FPÖ)، قائلاً إن حزب الحرية أضاع فرصة التفاوض مع حزب الشعب. كما ردّ على مزاعم حزب الحرية بشأن التأمين الصحي للمتقاعدين، مؤكداً أن الحزب كان قد وافق سابقاً على رفع المساهمات.
بدوره، شدد زعيم كتلة حزب الخضر، فيرنر كوغلر (Grüne)، على ضرورة التوازن في الإنفاق الحكومي، لكنه أعرب عن خيبة أمله من غياب الاهتمام بالبيئة في البرنامج الحكومي، مشيراً إلى أن “السياسات البيئية تتطلب أحياناً فرض قواعد واضحة”.
أما المستشار كريستيان شتوكر (ÖVP)، فقد أكد التزام الحكومة بحماية المناخ ولكن عبر “التكنولوجيا والمنطق” بدلاً من “القوانين والقيود”. كما شدد على ضرورة التعايش وقبول الرأي الآخر في المجتمع.

في المقابل، تبنّى نائب المستشار بابلر (SPÖ) لهجة هجومية ضد حزب الحرية (FPÖ)، داعياً إلى تعزيز الديمقراطية ضد “من يطلقون على أنفسهم مستشاري الشعب”. كما سلط الضوء على خطط الحكومة لتحسين نظام الضرائب، وتوسيع التعليم الإلزامي، وتعزيز حقوق المرأة.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية ماينل-رايزينغر (NEOS) أن البرنامج الحكومي لم يكن مجرد “أقل القواسم المشتركة”، بل كان يسعى إلى تحقيق أقصى ما يمكن تنفيذه. كما شددت على أهمية أوروبا، وأوضحت مواقف الحكومة من القضايا الخارجية، مثل الحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط.
النمسا بالعربي.