في تطور جديد على الساحة السياسية في النمسا، دعا الرئيس ألكسندر فان دير بيلين زعيم حزب الحرية (FPÖ) هربرت كيكل إلى قصر هوفبورغ لعقد محادثات يوم الاثنين، ما يشير إلى احتمال تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة. جاءت هذه الخطوة بعد استقالة المستشار كارل نيهامر وفشل محاولات تشكيل ائتلاف حكومي مستقر من قِبل الأحزاب الرئيسية.
الرئيس أكد في تصريحاته أن الأولوية الآن هي ضمان تشكيل حكومة قادرة على العمل بسرعة لتلبية احتياجات البلاد. وأعرب عن تقديره لجهود المستشار المستقيل في تحمل المسؤولية خلال فترة صعبة، مشيراً إلى أن عملية انتقال السلطة ستتم بسلاسة، مع الإعلان عن مستشار جديد يقود حكومة انتقالية في الأسبوع المقبل.
في ظل هذه التطورات، شهد الموقف تجاه حزب الحرية (FPÖ) تغيراً ملحوظاً. أشار فان دير بيلين إلى أن الأصوات داخل حزب الشعب (ÖVP) التي كانت تستبعد التعاون مع حزب الحرية أصبحت أقل حدة. هذا التغير دفع الرئيس إلى إجراء محادثات مع قادة حزب الشعب، مما مهد الطريق لدعوته كيكل للقاء. ويبدو أن تكليف كيكل بتشكيل الحكومة بات خياراً مطروحاً بقوة.
ويعكس قرار الرئيس تحولاً في نهجه المناوئ لحزب الحرية، حيث كان يتجنب في السابق تكليف التيارات اليمينية بتشكيل الحكومة. ومع ذلك، يبدو أن فشل الأحزاب الأخرى في الوصول إلى توافق دفعه لاتخاذ هذا المسار، مع تأكيده على التزامه بحماية الأسس الديمقراطية للنظام السياسي النمساوي.
ويتخذ حزب الحرية خط اليمين الشعبوي الذي يصفه البعض بالمتطرف ويُعرف بمواقفه المناهضة للهجرة والاتحاد الأوروبي، ويركز على القضايا القومية والهوية الوطنية، أما هربرت كيكل فكان قد شغل منصب وزير الداخلية في حكومة ائتلافية بين حزب الشعب (ÖVP) وحزب الحرية (FPÖ) في الفترة من 2017 إلى 2019، حيث أثار جدلاً بسبب سياساته الصارمة المتعلقة بالهجرة والأمن، لكنه كيكل يحظى بدعم قوي داخل أوساط الحزب وقاعدته الشعبية.
النمسا بالعربي.