
اجتمع 850 مندوبًا من حزب الحرية النمساوي (FPÖ) يوم السبت في مركز المعارض بسالزبورغ لعقد المؤتمر العام الذي كان مقررًا في يونيو الماضي قبل أن يُلغى بسبب حادث إطلاق نار في غراتس. النتيجة جاءت واضحة: هربرت كيكل أعيد انتخابه رئيسًا للحزب بنسبة 96,94%، متقدمًا على نسبة 91% التي حصل عليها في 2022. كيكل قال إنه يتسلم النتيجة بـ”امتنان وتواضع كبيرين”، فيما جرى أيضًا تثبيت نوابه الخمسة ونائبته.
وأشاد كيكل في خطابه بإنجازات حزبه وعلى رأسها “الانتصار على نظام كورونا”، متحدثًا عن القوة وما يحتاجه الإنسان لـ”حياة مكتملة”. لكنه لم يخلُ من لهجته الهجومية المعتادة، فوصف حاكم بورغنلاند هانس بيتر دوسكوتسيل (SPÖ) بـ”كيم جونغ أون من بحيرة نويزيدل”، معتبرًا أن حزب الشعب (ÖVP) لا يهتم إلا بمصالحه الذاتية. عقب المؤتمر، أعلن الحزب عن إطلاق ما سماه “الهجوم الخريفي” استعدادًا للموسم السياسي المقبل.
كما لم يخلُ الحدث من الجوانب غير السياسية؛ فقد رافقته فقرات موسيقية تراوحت بين النشيد الوطني وأغانٍ لآيرون مايدن وتينا تورنر وأندرياس غابالييه، إضافة إلى عرض راقصين بلباس تقليدي وُصفوا بـ”أكروبات السراويل الجلدية”. كما قدم حاكم شتايرمارك ماريو كوناسيك هدية رمزية لكيكل تمثلت في مجموعة للتخييم سماها “قلعة النمسا الصغيرة”، في إشارة إلى شغف كيكل بالرحلات الجبلية.
لكن الأجواء شهدت أيضًا حادثًا مؤسفًا، إذ سقط النائب البرلماني هوبرت فوكس من على درج المنصة ونُقل بسيارة إسعاف لتلقي العلاج. وفي موازاة المؤتمر، خرجت مظاهرات أمام القاعة احتجاجًا على سياسات الحزب، فيما وصف معارضو كيكل ككلاوس سيلتنهايم (SPÖ) ودغلاس هويوس (Neos) خطابه بأنه “تحريضي يقسّم المجتمع ويقصي فئاته”.
المؤتمر، الذي عُرضت خلاله أيضًا خطة الحزب تحت شعار “حرية، تقدم، عدالة، سلام”، رسخ مكانة كيكل كزعيم بلا منازع في صفوف حزب الحرية، لكنه أظهر في الوقت نفسه استمرار حالة الاستقطاب السياسي الحاد في النمسا.
النمسا بالعربي.