شهدت مباراة كرة قدم ضمن دوري كيرنتن المحلي في النمسا توترًا غير متوقع، بعدما طالب حكم راية مدرب فريق SAK كلاغنفورت بالتحدث بالألمانية فقط، رغم أن الحديث جرى مع أحد لاعبي الفريق الخصم باللغة السلوفينية، وهي إحدى اللغات المعترف بها رسميًا في بعض مناطق كيرنتن.
في التفاصيل، وأثناء شوط المباراة الأول بين فريقي SAK وFerlach، وجّه مدرب حراس مرمى SAK، يوهان سمريتشنك، حديثًا إلى لاعب من الفريق الخصم بالسلوفينية. عندها تدخّل حكم الراية رافعًا صوته بالقول: “على هذا الملعب تُتحدث الألمانية”. ورغم أن المدرب واصل الحديث مع اللاعب نفسه بلغته الأم، عاد الحكم المساعد وكرّر اعتراضه، ما أدى إلى استدعاء الحكم الرئيسي، الذي قرر إنذار المدرب بالبطاقة الصفراء.
الواقعة أثارت صدمة داخل نادي SAK الذي أبدى “حزنًا عميقًا”، مطالبًا بسحب البطاقة الصفراء. وقال رئيس النادي ماركو فيزر إن ما حدث مؤلم وغير مقبول، بينما عبّر المدرب ريشارد هوبر عن استيائه لما شعر به مدرب الحراس، مضيفًا أن الأخير صارحه بأنه فقد الرغبة في البقاء بالمباراة بعد الحادثة. النادي أكد أن الحادثة لم تكن معزولة، بل تأتي في سياق تضييقات متكررة على الأقلية السلوفينية في كيرنتن.
الحكم المساعد امتنع عن التعليق للصحافة، إلا أنه قال لصحيفة “كرونه” لاحقًا إنه شعر بأن نبرة الحديث كانت عدائية، وأنه خشي أن تكون هناك شتائم لا يمكنه فهمها، ولذلك طلب استخدام اللغة الألمانية. من جانبه، أوضح رئيس لجنة حكام كيرنتن وأوستتيرول، كارل هيتسنهامر، أن ما حدث كان سوء تفاهم ناتج عن توتر اللحظة، دون وجود أي نية للإساءة أو التمييز، وأن الحكم أراد فقط أن يفهم مجريات النقاش.
اللغة السلوفينية تُعتبر لغة أقلية محمية قانونيًا في النمسا، وتُستخدم كلغة رسمية في عدد من البلديات الكيرنتنية. نادي SAK نفسه تأسس عام 1970 من قِبل طلاب ثانوية سلوفينية، وكانت مبارياته في الماضي رمزية لحق الأقلية السلوفينية في إثبات هويتها. الأمين العام للنادي، سيلفو كومر، وصف تصريحات الحكم بأنها غير حساسة، خصوصًا أنها جاءت بعد أيام من مداهمة موقع بيرشمانهوف التاريخي، وساعة واحدة فقط بعد تظاهرة مناهضة للتمييز في كلاغنفورت، واعتبرها “هجومًا لفظيًا” مستفزًا.
وفي خضم موجة الانتقادات، أصدرت لجنة حكام كيرنتن/أوستتيرول بيانًا رسميًا اعتذرت فيه عن الحادثة، مؤكدة أن مطالبة المدرب بالتحدث بالألمانية كانت تصرفًا خاطئًا. وجاء في البيان أن اللجنة تفهم تمامًا حجم الاستياء الناتج عن تصرف الحكم المساعد، وخصوصًا في سياق الأحداث الأخيرة التي تستوجب حساسية خاصة. وتم إرسال تعليمات جديدة إلى جميع الحكام تؤكد بوضوح أن اللاعبين والمدربين يمكنهم استخدام أي لغة في ما بينهم، بينما يُلزم التواصل مع طاقم التحكيم باللغة الألمانية فقط. اللجنة شددت على أن مثل هذه الوقائع يجب ألا تتكرر مستقبلًا، مؤكدة أنها ستحقق في حيثيات ما جرى بشكل كامل.
فيينا، النمسا بالعربي.