
بعد أسبوع واحد فقط من موجة عواصف قوية، ضربت جبهة رعدية عنيفة جديدة أجزاء واسعة من النمسا يوم الخميس، مخلفة وراءها دمارًا واسع النطاق. وكانت ولايات تيرول وشتايرمارك والنمسا السفلى من بين المناطق الأكثر تضررًا، حيث تسببت الرياح العاتية وحبات البَرَد العملاقة والأمطار الغزيرة في وقوع مئات الحوادث وتدخلات الطوارئ.
وكانت البداية من غرب تيرول، حيث تحركت الجبهة الجوية شرقًا مصحوبة برياح عاصفة وبَرَد كثيف، لتضرب لاحقًا منطقة تيرول السفلى، مع تسجيل أكثر من 150 تدخّلًا لفرق الإطفاء في الولاية. وذكرت فرقة إطفاء كيتسبوهل أنها تعاملت وحدها مع 39 حالة شملت سقوط أشجار، غمر أقبية بالمياه، وأضرار بالغة في الطرقات والمباني.
وفي مدينة وورغل، أدى صاعقة إلى اندلاع حريق في منزل سكني، بينما احترق مخزن تبن في منطقة كوسن نتيجة ضربة برق أخرى. أما في بلدة بيل في منطقة شفاز، فقد عاش سائق سيارة لحظات عصيبة بعدما سقطت عليه عدة أشجار أثناء مروره في طريق بيليبرغ، لكنه تمكن من الفرار بأعجوبة دون أن يصاب.
وفي ولاية شتايرمارك، ألحق البَرَد الذي بلغ قطر حبّاته خمسة سنتيمترات أضرارًا كبيرة بمحاصيل الفواكه والخضروات، إضافة إلى مزارع أشجار الكريسماس. كما شهدت منطقة نيستلباخ حادثًا خطيرًا بعدما اصطدم قطار ركاب بشجرة اقتلعتها العاصفة، مما أدى إلى خروجه عن القضبان. ولحسن الحظ، لم يُصب أي من الركاب الـ59 بأذى.
أما في النمسا السفلى، فقد سجلت فرق الطوارئ نحو 80 تدخّلًا، معظمها بسبب سقوط الأشجار وغمر المباني بالمياه، بينما تعرض أحد المصانع لأضرار في سقفه جراء الرياح الشديدة.

وقدرت شركة التأمين ضد البَرَد النمساوية حجم الخسائر الإجمالية حتى الآن بنحو تسعة ملايين يورو، مع احتمال زيادة الرقم مع انتهاء عمليات الحصر.
ويحذر خبراء المناخ من أن تكرار هذه الظواهر المتطرفة بات نتيجة مباشرة لتغير المناخ، متوقعين المزيد من العواصف، والرياح القوية، والبَرَد واسع النطاق خلال الفترات المقبلة.
وفيما تبقى الأجواء غير مستقرة، أشارت توقعات الطقس إلى احتمال تجدد العواصف المحلية والرياح الشديدة اعتبارًا من ظهر الجمعة، خاصة في غرب وجنوب البلاد، مع تحسن مؤقت للأحوال الجوية يوم السبت.