ظاهرة مألوفة تعود من جديد، ولكن بكثافة غير معتادة هذه المرة، حيث ملأت كميات كبيرة من غبار قادم من الصحراء الكبرى سماء العاصمة النمساوية فيينا، حيث من المتوقع أن تصل ما بين 800 إلى 1,000 طن من الرمال الدقيقة المحمولة جوًا من شمال إفريقيا، وفقًا لتقديرات خبراء الأرصاد الجوية المحليين.
وتُفسر الظاهرة بسبب تيارات هوائية جنوبية قادمة من الصحراء عبر البحر المتوسط، يتوزع الغبار في طبقات الجو العليا، مغطياً السماء بلون مائل إلى الأحمر، مع تركيزات تصل إلى 3 غرامات من الغبار لكل متر مربع من الهواء، هذه الظاهرة لن تبقى في السماء فقط، بل ستتجلى بشكل أكثر وضوحًا بعد هطول الأمطار.
المزيج المنتظر من المطر والرمال الدقيقة يُعرف بـ”المطر الدموي”، وهو يترك أثرًا واضحًا على النوافذ، السيارات، والمباني، على شكل طبقة طينية بنية مائلة إلى الحُمرة، يصعب تنظيفها في بعض الحالات.
وبحسب توقعات الطقس، ستستمر الأمطار حتى ظهر الثلاثاء فقط، مما يعني أن فترة التأثير محدودة نسبيًا. ومع ذلك، يُنصح السكان، خاصة الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية، بتجنب ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وارتداء الأقنعة عند الخروج.
ويشرح الخبراء أن الرمال الصحراوية التي تصل إلى أوروبا تكون ناعمة وخفيفة للغاية مقارنة بالرمال العادية، مما يسهل حملها لمسافات طويلة عبر الرياح المرتبطة بمنخفضات جوية قوية. هذه الظواهر تحدث غالبًا في فصلي الربيع والخريف، عندما تكون الظروف المناخية المناسبة لنقل الغبار متوفرة.
ورغم أن التأثيرات الصحية والبيئية مثيرة للقلق، إلا أن العلماء يؤكدون أن الغبار الصحراوي يحتوي أيضًا على معادن مثل الحديد والفوسفور، التي تعود بفوائد على التربة والغابات وحتى الحياة البحرية، حيث يعمل كسماد طبيعي.
لكن في المدن الكبرى، تبقى النصيحة الأهم: الحد من التواجد في الهواء الطلق، إغلاق النوافذ، والانتباه إلى التنفس، خصوصًا في الأيام التي تترافق فيها الرياح الدافئة مع هذه السحب الرملية القادمة من الجنوب.
النمسا بالعربي.
