أخبار النمسا

عد وفاة مريضة رُفض علاجها.. مطالبات سياسية بإجراء تحقيق فوري

سيدة نمساوية فارقت الحياة جراء تمزق في شريانها الأبهر لعدم توفر غرف عمليات أو أسرّة عناية مركزة في الوقت المناسب

🚨 مأساة “المريضة المرفوضة” تفجر غضباً سياسياً ومطالبات بالتحقيق الفوري
وفاة سيدة نمساوية إثر تمزق الشريان الأبهر لعدم توفر سرير عناية مركزة أو فريق جراحي، والنظام الصحي على طاولة الاتهام
أثارت وفاة سيدة نمساوية تبلغ من العمر 55 عاماً من منطقة مولفيرتل غضباً واسعاً وصل إلى أروقة السياسة الاتحادية في النمسا. توفيت السيدة قبل نحو أسبوعين نتيجة عدم إمكانية علاج تمزق في شريانها الأبهر في الوقت المناسب، لتسلط الضوء على أزمة القدرة الاستيعابية في المستشفيات.

بدأت المأساة عندما وصلت الأم لطفلين إلى قسم الطوارئ في مستشفى رورباخ بالنمسا العليا مساء الثلاثاء، وهي تعاني من آلام صدر حادة. تم تشخيص حالتها على أنها “تسلخ الأبهر”، وهي حالة طارئة تتطلب تدخلاً جراحياً فورياً. لكن المريضة لم تتمكن من الحصول على عملية جراحية منقذة للحياة في الوقت المناسب. أفادت التقارير أن مستشفى جامعة كيبلر في لينز رفض قبولها بسبب نقص في القدرات الاستيعابية، وتكرر الرفض في مستشفيات أخرى. بعد ثلاث ساعات من وصولها، فقدت المريضة الوعي، وتوفيت بعد ساعة إضافية.

تنوعت أسباب فشل إنقاذ حياتها. ففي مدينة لينز، لم يكن بالإمكان إجراء العملية لأن “عملية طارئة أخرى كانت تُجرى في ذلك التوقيت”، ولم يكن ممكناً “تشكيل فريق ثانٍ”، بحسب رئيس عيادة جراحة القلب والأوعية الدموية والصدر الجامعية، أندرياس زيرير. وفي مستشفى فيلس-غريسكيرشن، كانت جميع أسرّة العناية المركزة مشغولة، وهي ضرورية بعد جراحة تسلخ الأبهر مباشرة. كما رفضتها مستشفيات أخرى، حتى في مدينة باساو الألمانية. وعندما تم التواصل مع المستشفى الجامعي في سالزبورغ، الذي أبدى استعداده لاستقبالها، كانت المريضة قد فقدت القدرة على النقل. ويُشدد الخبراء على أن تسلخ الأبهر حالة طوارئ قصوى تتطلب “علاجاً جراحياً فورياً”، كونها مرتبطة بوجود جهاز القلب والرئة الاصطناعي، ومعدل الوفيات فيها مرتفع جداً في الساعات الأولى.

أكد الخبراء أن المشكلة الأساسية هي التجهيزات المتعلقة بالكوادر البشرية. وصرح جيرالد بروكنر، رئيس قسم الاقتصاد الصحي بجامعة كيبلر، بأن نقاط الضعف تكمن في “أننا لا نستطيع تشغيل بعض غرف العمليات لأننا نفتقر ببساطة إلى الأفراد في مجال التخدير وفي مجال العناية المركزة”. وقد أعلنت مستشفى جامعة كيبلر مؤخراً عن تقليل عدد العمليات بسبب النقص في طاقم التخدير والتمريض.

ردود الفعل السياسية كانت حادة. حيث طالبت وزيرة الصحة الاشتراكية الديمقراطية، كورينا شومان، بتحقيق، معربة عن صدمتها بالقول: “لا يجب أن يموت إنسان لمجرد عدم توفر مكان لعملية جراحية منقذة للحياة”. كما طالبت مستشارة الصحة بالولاية كريستين هابرلاندر (حزب الشعب النمساوي) شركة إدارة الخدمات الصحية بالتحقيق في الوقائع. وانتقد ممثلو الأحزاب الأخرى النظام الصحي بشدة، واصفين إياه بأنه “مثقل ومجزأ”. وشدد ممثل حزب “نيوس” على أن “النظام هو الذي فشل، وليس الموظفون”، داعياً إلى “إصلاح صادق” يتجاوز الجانب المالي.

فيينا، النمسا بالعربي.