أخبار النمسا

فيينا تطلق مشروع “التوجيه” لمرافقة القاصرين المتورطين في الجرائم عبر نظام “البَدي”

برنامج بتكلفة نصف مليون يورو يستهدف أطفالًا دون 14 عامًا بمتابعة شخصية لمنع الانزلاق أعمق في الجريمة

أعلنت بلدية فيينا عن إطلاق مبادرة جديدة تحمل اسم “التوجيه” (Orientierungshilfe)، تهدف إلى دعم الأطفال دون سن 14 عامًا الذين تورطوا بالفعل في مخالفات جنائية، عبر مرافقتهم من قِبل مشرفين متخصصين يُعرفون بـ”البَديز” (Buddies).

بحسب ما أوضحته نائبة العمدة وعضو مجلس التعليم والشباب، بيتينا إمرلينغ (NEOS)، فإن المشروع الذي يبدأ في أكتوبر المقبل يدار من قبل جمعية “Rettet das Kind” التي فازت بالمناقصة. البرنامج يهدف إلى حماية الأطفال كما المجتمع، عبر بناء علاقة مستقرة تقوم على الثقة والمساواة.

المعنيون غالبًا ما يأتون من بيئات أسرية مفككة، منها أمهات وحيدات مثقلات بالأعباء أو آباء يعانون من الإدمان، إضافة إلى مراهقين لاجئين تعرضوا لصدمات نفسية. التقديرات تشير إلى وجود نحو 30 إلى 40 “جانيًا قاصرًا متكررًا” في فيينا، معظمهم فتيان بعمر 12 و13 عامًا في بدايات مسارهم الإجرامي.

البرنامج سيشمل في مرحلته الأولى ما بين 14 و20 طفلًا على مدى عام كامل، بميزانية قدرها 500 ألف يورو. أربعة من الأخصائيين الاجتماعيين ذوي الخبرة اختيروا كبداية، مع خطط لتوظيف المزيد. وسيُطلب من “البَدي” مرافقة الأطفال في حياتهم اليومية، من خلال القيام برحلات، أو اصطحابهم إلى المدرسة وإعادتهم منها، وأيضًا مناقشة سلوكياتهم وتوضيح أثرها على الضحايا.

البرنامج يقوم على تواصل منتظم لا يقل عن ثلاث مرات أسبوعيًا، مع إشراك أولياء الأمور في العملية، وإن كان ذلك لا يعفيهم من تبعات قانونية تصل إلى حد سحب حق الحضانة عند الضرورة.

إمرلينغ أوضحت أن الهدف هو منح الأطفال “فرصة لإعادة التوجيه قبل فوات الأوان”، فيما شدد يوهانس كولر من دائرة رعاية الأطفال والشباب (MA 11) على أن “لا أحد يولد مجرمًا معتادًا”، معتبرًا أن التدخل المبكر يحدّ من عدد الحالات التي ستحتاج مستقبلًا إلى الحجز في مؤسسات مغلقة، وهي فكرة قيد الدراسة حاليًا على المستوى الفيدرالي.

فيينا، النمسا بالعربي.