في تطور غير مسبوق، يلعب إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، دورًا مؤثرًا في الحملة الانتخابية الألمانية، فقد دعمه العلني لحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، الذي يُنظر إليه في بعض الأوساط على أنه يميني متطرف، على انطلاقة الحملات الرسمية للانتخابات البرلمانية المقررة في 23 فبراير.
وكان مقال رأي نشره ماسك في صحيفة Welt am Sonntag قد أثار جدلاً واسعًا، حيث وصف حزب البديل بأنه “آخر بصيص أمل لألمانيا”، أعقب ذلك إعلان عن محادثة مباشرة تجمع بين ماسك ورئيسة الحزب، أليس فايدل، في 9 يناير على منصة ماسك “X”، المحادثة ستركز على موضوعات مثل حرية التعبير ورؤية الحزب لمستقبل ألمانيا.
ردود فعل متباينة
تصريحات ماسك أشعلت موجة انتقادات من الأحزاب السياسية الرئيسية، وصف وزير الاقتصاد روبرت هابيك دعم ماسك بأنه تهديد للديمقراطية الألمانية، مشيراً إلى خطورة أن يمتلك أغنى رجل في العالم منصة تواصل ذات تأثير كبير ويستخدمها لدعم حزب مثير للجدل. في المقابل، دعا المستشار أولاف شولتس إلى التعامل مع الأمر بهدوء، مستشهداً بتجربته السابقة مع ماسك عندما التقى به خلال افتتاح مصنع “تسلا” في براندنبورغ عام 2022.
حتى الحزب الديمقراطي الحر (FDP)، الذي دافع سابقًا عن أفكار ماسك تحت شعار “المزيد من ماسك”، عبّر عن استيائه مؤخرًا. حذر نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، كونستانتين كوله، من تأثير ماسك، قائلاً إن أي شخص يهتم بالديمقراطية الليبرالية يجب أن يبتعد عنه.
تأثيرات على حملة حزب البديل
من المتوقع أن يتم ترشيح أليس فايدل رسميًا كمستشارة لحزب البديل خلال مؤتمر حزبي بعد يومين من حديثها مع ماسك، كما انتشرت شائعات على منصة “X” حول احتمال حضور فايدل مراسم تنصيب دونالد ترامب، وهو ما نفاه مكتبها مؤكداً انشغالها بالحملة الانتخابية.
الموضوعات المسيطرة على الحملة الانتخابية
وسط هذا الجدل، تركز الحملة الانتخابية على قضايا محورية، مثل تعزيز الاقتصاد، ضبط الهجرة، ودعم أوكرانيا، ومع ذلك، يبدو أن تدخل ماسك أعاد تشكيل أولويات النقاش السياسي، مما أضاف عنصراً جديداً وغير متوقع إلى الساحة الانتخابية، الني تثير المزيد من التساؤلات حول دور التكنولوجيا ورأس المال في تشكيل الديمقراطيات الحديثة.
النمسا بالعربي.
