ترجمة وتحرير- وليد صوان.
كشفت دراسة إعلامية حديثة أعدتها جامعة ماينز الألمانية، أن وسائل الإعلام تعاملت مع أزمة اللجوء بتوازن في البداية ومن ثم لجأت إلى التغطية السلبية حول اللاجئين.
وأكدت الدراسة التي أشرف عليها البرفوسور “ماركوس ماورو أن جميع وسائل الإعلام الألمانية تعاطت بإيجابية مع أزمة اللجوء في البداية، وعلى الأخص بعض القنوات التلفزيونية، باستثناء صحيفة “بيلد” الشعبوية التي استمرت بتغطيتها السلبية إلى يومنا هذا.
التركيز على الجرائم
وبحسب الدراسة فإنه وبعد حادثة التحرش الجماعي في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة نهاية عام 2015 فإن وسائل الإعلام ركزت على الجرائم التي يرتكبها اللاجئون.
وأوضحت الدراسة أن الأخبار المنشورة في الاعلام الألماني عن الجرائم والحوادث التي يرتكبها اللاجئون عام 2016 بلغت ضعف مثيلتها المرتكبة عام 2015.
وأفادت الدراسة بأن 6 وسائل إعلام نشرت أخباراً وتقارير في شهر كانون الثاني عن جرائم اللاجئين حوالي 196 مرة، ما يمثل 26% من موادها المنشورة، فيما أحصت الدراسة 86 مادة صحفية حول أحداث كولن في هذه الصحف خلال شهر كانون الثاني، ما يعادل عدد الأخبار المنشورة عن جرائم اللاجئين عام 2015.
وذكرت الدراسة أن الإعلام الألماني نشر 71% من اخبار جرائم ضد الممتلكات ارتكبها لاجئون، حيث تصنف 28% منها على أنها جرائم عنيفة، والجرائم الجنسية 1% وذلك عام 2015.
الهجرة فرصة أم خطر
ينطوي تقييم المهاجرين والهجرة كعملية اجتماعية مجردة على فرص أو مخاطر، حيث يمكن النظر إلى الهجرة باعتبارها فرصة، لمواجهة شيخوخة السكان الألمان أو ينظر إليها على أنها إثراء ثقافي، لكن أيضاً بوصفها خطراً لكونها تمارس الضغط على سوق العمل أو يمكن أن تؤدي إلى زيادة الجريمة.
وبحسب الدراسة فإن 8% فقط من أصل 1446 مادة منشورة تعاملت مع الهجرة منطلق انها فرصة، فيما نسبة المواد الصحفية الباقية نظرت للهجرة من منطلق الخطر.
وهذا ينطبق بشكل خاص على صحيفية”بيلد” الواسعة الانتشار بنسبة 62% وتلفزيون “ز د ف” بنسبة 59%، وأقل وضوحاً في صحيفية “زود ديويتشة” بنسبة 34% . وأظهرت الدراسة تركيز وسائل الإعلام على السوريين، فكانوا الأكثر تكراراً في إحصائيات اللجوء بنسبة 36%، كذلك في التغطية الإعلامية 40%.